سعد الحريري ينفي أي صلة لوالده رفيق الحريري بالإساءة للسعودية وقيادتها

أخبار لبنان

سعد الحريري ينفي أي صلة لوالده رفيق الحريري بالإساءة للسعودية وقيادتها

17 كانون الثاني 2021 22:51

أعرب رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري عن أسفه لتحميل اسم رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، أي إساءة للسعودية وقيادتها.

ونفى مكتب الحريري أي صلة للرئيس سعد الحريري حول ماتم تداوله على المواقع الإعلامية ضمن مقال للسيدين مايكل ايزنر وجاك ستيل نشره "مركز رفيق الحريري ومبادرات الشرق الأوسط" في واشنطن، يتعرض فيه للمملكة العربية السعودية وقيادتها".

وأكد بيان المكتب الاعلامي أن الرئيس سعد الحريري يأسف شديد الأسف تحميل اسم الرئيس الشهيد (رفيق الحريري) أية إساءة للمملكة وقيادتها، وقد تسلمنا منه أمانة الوفاء للمملكة وشعبها وتاريخنا مشهود في هذا المجال لن تشوهه الافتراءات".

وذكرت صحيفة “نداء الوطن” أمس، أن باريس عاتبة على الرئيس سعد الحريري، فقد أقنع الفرنسيين بأنه الرجل المناسب لتطبيق مبادرة ماكرون بعد إعتذار السفير مصطفى أديب، وشدّد على أنه يملك الحلّ لتأليف حكومة، وبعد تكليفه لم تتشكل الحكومة، ويحتفظ بالتكليف ويسمح للمعطلين بالتستّر خلفه، ودخل في لعبة المحاصصة والسلطة، وبالتالي يساهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة في ضرب الحلّ.

يشار إلى أنه بعد أن سيطر الجمود على مشهد التشكيل الحكومي في لبنان بفعل تأثير الفيديو المُسرّب من رئيس الحكومة المعني بالتشكيل سعد الحريري، الذي يتهم فيه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالكذب.

ولاشك أن التشكيل الحكومي في لبنان لن يتم إلا بتفاهم الطرفين، والتي اختار منهما سعد الحريري البقاء خارج لبنان، ليقيضي الأمر كما يراه بعض المطلعين على الشأن اللبناني بأنه لا تحريك لهذا الملف إلا باعتذار الرئيس المكلف وإعادة تكليف شخصية جديدة تأليف الحكومة، تبرُز دعوة جهات عدة الحريري الى الاعتذار وتَرك الفريق الحاكم يتحمّل مسؤولية التأليف وانهيار البلد، فيما الحريري متمسّك بالتأليف ويرفض التخلي عن هذه المهمة الآن.

وعلى الرغم من اعتبار فريق الرئيس سعد الحريري ان الفيديو مسرب عن قصد لكي يستدرج ردة فعل شخصية منه، إذ إنّ حديث رئيس جمهورية عن رئيس مكلّف بهذه الطريقة هو سابقة في تاريخ لبنان السياسي، فإنّ هذا الفريق يرى في المقابل أنّه إذا كانت هناك فعلاً نية حسنة للخروج من هذا المأزق، فيجب أن يُدلي عون بملاحظاته على التشكيلة أو أن يوقّعها ويترك لمجلس النواب قرار منح الثقة بها، كان اعتبار الطرف الآخر في القصر الجمهوري ان الفيديو هو مجرد خطأ تقني وتم كشفه،

وتشير مصادر في القصر الجمهوري أن الرئيس ميشال عون ينتظر رد الحريري على عقدة وزارتي العدل والداخلية والتفاهم على اسم وزير الداخلية، لتدحض مصادر المستقبل هذا الكلام، معتبرة أن الحديث الذي يسوقه عون وفريقه ورئيس "التيار الوطني الحر" عن تجاوز حقوق المسيحيين وموقع رئاسة الجمهورية هو من باب الالتفاف على الدستور، وإثارة مشاعر طائفية ومذهبية لتبرير عرقلة تأليف حكومة لا تكون مثلما يريدها عون. فما يريده عون وفريقه هو حكومة بثلث معطل له لفَرض قراره»، مؤكدة أنّ «هذا أمر مخالف للدستور ومُنافٍ ومناقض له، ولن يتم.

كما أن فريق الحريري يشدد على أن المسؤول أمام مجلس النواب هو رئيس الحكومة، ومن حق عون أن يُسمي وزراء لكن لا يمكنه أن يقول إن لا تبِعَة عليه وغير مسؤول أمام أي جهة إلا بالخيانة العظمى، وأن يفرض في الوقت نفسه على الرئيس المكلف أسماءً غير مقتنع بها.

وعليه ترجح مصادر مطلعة على ملف التشكيل أن التأليف الحكومي في لبنان بات من المستحيلات إذا لم يحصل تفاهم بين عون والحريري، من خلال لقاء مصارحة ومصالحة أو وساطةٍ ما، ترى جهات عدة أنّ على الحريري الاعتذار، اما فريق المستقبل يرى أنّه لن يُقدم على هذه الخطوة الآن، لأنّه إذا اعتذر عن مهمة التأليف فستُؤلَّف حكومة على شاكلة حكومة حسان دياب، يُسيطر عليها "حزب الله" وباسيل وتُكمل إنهاء البلد.

وتؤكد أوساط من فريق الحريري أنّه وضع خطة عمل، وهو متيقّن من أنّ إمكانية إنقاذ البلد متوافرة على رغم كل السوداوية التي نعيشها، لأنّه أجرى اتصالات منذ تكليفه تأليف الحكومة، وحتى منذ ما قبل التكليف، مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة في المجتمع الدولي ومع المؤسسات والصناديق المالية، مثل لقاءاته الأخيرة خلال وجوده خارج لبنان، وعرضَ على هذه الجهات كلها خطته، وهي أبدَت جهوزيتها بفِعل هذه الاتصالات للاستجابة.

وتشدد الأوساط نفسها على أن خطة الحريري هذه لا يمكن أن تُنفّذ إلّا عبر حكومة تَحوز ثقة اللبنانيين والعالم، وأن تقر الإصلاحات المطلوبة وتواجه أزمة كورونا وتعيد إعمار ما تهدّم من بيروت، وليس من خلال حكومة من حزبيين سيُعرقلون أي عمل.

على طاولة الحوار للتشكيل الحكومي في لبنان كان النقاش بين عون والحريري قد توقف، قبل الفيديو المُسرب، عند اسم وزير الداخلية الذي لم يتوافقا عليه. وفي حين ينتظر عون رد الحريري للتفاهم على اسم جديد بعد أن رفض الحريري اسمين طَرحهما، ومن بينهما القانوني عادل يمين الذي اعتبر الحريري أنه من جهة التيار الوطني الحر.

تعتبر المصادر القيادية في المستقبل أنه يجب على الرئيس ميشال عون أن يبادر ويدعوه الى لقاء للتفاهم على اسم وزير الداخلية. وبالتالي، يحاول الحريري في الوقت الضائع حكومياً استثمار علاقاته مع الخارج، بعد أن قال ما لديه وقدم تشكيلة تستجيب لدفتر شروط المبادرة الفرنسية، وهو ينتظر أن يبادر عون الى الاتصال به لاستئناف مشاورات التأليف، لكن ض من المعايير التي وضعها.

المصدر: قناة الجديد