بيان اللجنة الخماسية حول لبنان نعى المبادرة الفرنسية وأنهى التفويض الأميركي لباريس

حيث شككت المصادر بعودة لودريان مجدداً إلى بيروت، بعدما أصبحت زيارته "لزوم ما لا يلزم"، مرجحة أن تسود أجواء زيارته، في حال قيامه بها هذا الشهر كما كان مقرراً، الكثير من التوتر، معتبرة أن "التهديدات التي تضمنها البيان تناقض التطورات الإيجابية التي شهدتها المنطقة مؤخراً، وربما ستعود بردود أفعال ونتائج سلبية في المشهد اللبناني، و قد تدفع القوى السياسية اللبنانية، ولا سيما حزب الله إلى المزيد من التشدد".

وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة "الأخبار"، أن لودريان استعرض في بداية الاجتماع نتائج جولته الأخيرة إلى لبنان، وكشف عن خلافات كبيرة بين الأطراف السياسية، مشيراً إلى استحالة الوصول إلى توافق من دون تدخل دولي أو اتفاق برعاية الدول المشاركة.

وأشارت المصادر، إلى أن الجانبين الأميركي والسعودي اعترضا على دعوة الموفد الفرنسي إلى طاولة حوار بين اللبنانيين تحت رعاية عربية دولية، واعتبرا أنه لن يفضي إلى نتيجة، أو قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في النظام، الأمر الذي تعارضه السعودية بشدة، مشيرة إلى أن ممثل الرياض هو من عرض فكرة فرض العقوبات خلال الاجتماع، والتي تبناها الأميركيون والفرنسيون، فيما لم يؤيد الجانب القطري والمصري الفكرة ولكن وافقا عليها، حيث وصفت المصادر بيان اللجنة الخماسية بأنه "صياغة سعودية بامتياز".

ورأت قوى سياسية معنية أن البيان الخماسي "إعلان وصاية جديد"، لافتة إلى أن البيان يشير إلى جو سلبي يعاكس الجهود الفرنسية في الأشهر الماضية، حيث شدد على استمرار التواصل والتنسيق بين الدول الخمس في المرحلة المقبلة بما يصب في مصلحة الشعب اللبناني، وهذا ما يعتبر رسالة صريحة إلى نعي المبادرة الفرنسية وانتهاء فترة السماح التي مُنحت لباريس للقيام بدور منفرد على الساحة اللبنانية، والبدء بسياسة تعامل جديدة مع الملف اللبناني.

وبحسب الصحيفة، فقد تضمن بيان اجتماع اللجنة الخماسية تهديدات بالعقوبات ودفتر شروط جديد للبنانيين، كما أشار إلى النقاش في خيارات محددة تتعلق باتخاذ إجراءات ضد أولئك الذين يعرقلون إحراز تقدم في ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية.