ذكور الفراشات تغطي إناثها برائحة منفرة لردع العاشقين

أفادت دراسة جديدة أن ذكور الفراشات تنتج مادة كيميائية في غددها الجنسية لها رائحة كريهة تستخدمها "لتحديد ملكيتها"، وبعد ممارسة الجنس، تميز الفراشات زميلاتها برائحة مقززة لردع الخاطبين الآخرين من الاقتراب.

قام فريق من العلماء بقيادة البروفيسور كريس جيغينز من جامعة كامبريدج، برسم خريطة لإنتاج المركب الكيميائي المعطر في الفراشة الاستوائية وتبين أن المادة الكيميائية المصنوعة في الأعضاء التناسلية للذكور من الفراشات مطابقة لمادة كيميائية تنتجها الأزهار لجذب الفراشات، كما حدد الباحثون الجين الذي يظهر أن الفراشات والزهور طورت بشكل مستقل نفس المادة الكيميائية لأغراض مختلفة.

وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور كاثي داراج: "لقد حددنا الجين المسؤول عن إنتاج هذا الفرمون القوي المضاد للشهوة الجنسية المسمى الأوكيمين في الأعضاء التناسلية للذكور من الفراشات، ويوضح هذا أن تطور إنتاج الأوكيمين في ذكور الفراشات مستقل عن تطور إنتاج الأوكيمين في النباتات. 

"لفترة طويلة كان يُعتقد أن الحشرات تأخذ المركبات الكيميائية من النباتات ثم تستخدمها، لكننا أظهرنا أن الفراشات يمكنها صنع المواد الكيميائية بنفسها، ولكن بنوايا مختلفة تماماً، حيث تستخدمه ذكور الفراشات لصد المنافسين وتستخدم الأزهار نفس الرائحة لإغراء الفراشات للتلقيح".

ولكن إذا كان لرائحة هذا الفرمون تأثير قوي، فكيف تعرف الفراشات متى تنجذب ومتى تستمر في الحركة؟ أوضح الدكتور دراج أن السياق هو المفتاح: "ستكون الإشارات المرئية التي تحصل عليها الفراشات مهمة، عندما يتم اكتشاف الرائحة في وجود الزهور، ستكون جذابة ولكن عندما يتم العثور عليها على فراشة أخرى، فإنها تكون مثيرة للاشمئزاز للذكور."

تبرز النظرة الجديدة إلى قوة الرائحة، والتي تسمى أيضاً الإشارات الكيميائية، أهمية الرائحة كشكل من أشكال التواصل.