وجد الخبراء أن موسم الأمطار المتأخر غالباً ما يسبق الجفاف في المناطق المعرضة لانعدام الأمن الغذائي، وقد يوفر هذا الاكتشاف إنذاراً مبكراً للمساعدة في التخفيف من انعدام الأمن الغذائي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
تتأثر غلات المحاصيل بشدة بالجفاف الموسمي الناجم عن المناخ، والذي يعد مساهماً رئيسياً في انعدام الأمن الغذائي، وعلى مدى الخمس سنوات الماضية، أصبح انعدام الأمن الغذائي تهديداً متزايداً للأشخاص الذين يعيشون في أجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يمكن أن تصبح الظروف هنا يائسة لدرجة أن المجتمعات تضطر إلى الاعتماد على المساعدات الغذائية الطارئة.
من خلال تحديد العوامل البيئية التي تؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي، يمكن تطوير أنظمة الإنذار المبكر بالجفاف، وهذا من شأنه أن يدعم الخطوات الاستباقية التي يمكن اتخاذها لمنع التهديدات التي تتعرض لها حياة الناس وسبل عيشهم.
افترض فريق من الباحثين بقيادة شرادهاناند شوكلا في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا أن إحدى إشارات الإنذار المبكر هذه يمكن أن تكون تاريخ بداية موسم الأمطار، والتي يمكن حسابها من بيانات هطول الأمطار.
وللتحقق من ذلك، فحص الخبراء العلاقة بين تاريخ البداية وظروف الجفاف ومخاطر انعدام الأمن الغذائي، كما درس الفريق ظروف الجفاف السابقة باستخدام صور الأقمار الصناعية للغطاء النباتي، وقام بتحليل التقارير الفصلية حول انعدام الأمن الغذائي في أفريقيا جنوب الصحراء من نيسان 2011 حتى شباط 2020.
وكشف التحليل أن التأخير لمدة 10 أيام تقريباً من تاريخ بداية موسم الأمطار كان مرتبطاً بفرصة أعلى بكثير للجفاف الموسمي في المناطق ذات أعلى مخاطر لانعدام الأمن الغذائي الشديد، وبالإضافة إلى ذلك، تزامن التأخير لمدة 20 يوماً مع احتمال حدوث جفاف بنسبة 50 في المائة في تلك المناطق.
وبعد إجراء المزيد من التحليلات، أكد الباحثون العلاقة التنبؤية بين تاريخ بدء موسم الأمطار ومخاطر الجفاف في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء، لا سيما في شرق إفريقيا.
وكتب مؤلفو الدراسة: "يمكن تتبع توقيت بداية هطول الأمطار باستخدام الملاحظات المستشعرة عن بعد والتنبؤ باستخدام نماذج المناخ، وتظهر نتائج هذه الدراسة أنه يمكن أن يكون مؤشراً موثوقاً به للجفاف الزراعي، لا سيما في المناطق الأكثر انعداماً للأمن الغذائي في أفريقيا جنوب الصحراء، والتي يجعلها أداة بسيطة لكنها قوية لدعم الإنذار المبكر الفعال لانعدام الأمن الغذائي ، وبالتالي إنقاذ الأرواح وسبل العيش".