ترامب خاض حربا مع حكومته ويتعين على بايدن الآن أن يقوم بإصلاح الأمر

أخبار

تلخيص نهاية فترة دونالد ترامب الرئاسية "بئس المصير"

20 كانون الثاني 2021 13:51

يمكن تلخيص نهاية فترة دونالد ترامب الرئاسية في كلمتين من قبل المدافعين عن الموظفين الفيدراليين، وهي "بئس المصير".

ومع دخول جو بايدن البيت الأبيض وخروج ترامب، الذي تعرض للكثير من العار بسبب عمليتي عزل خلال فترة حكمه، تظهر الاختلافات في نهجهم تجاه القوى العاملة الفيدرالية في خطاب حملتهم.

وتم تأطير وجهة نظر ترامب من خلال إعلان حملته لعام 2016 بـ "تجفيف المستنقع"، وهي إهانة أخذها العديد من الفيدراليين على محمل شخصي، في حين أشاد بايدن بهم في عام 2020 بوصفهم "موظفين عامين متفانين".

وقال ماكس ستير، الرئيس والمدير التنفيذي للشراكة من أجل الخدمة العامة، وهي منظمة غير ربحية تتابع الحكومة الفيدرالية: "لقد أساء ترامب فهم الغرض من القوى العاملة المهنية، والذي أدخلهم في حرب من حكومته وإدارته جنبا إلى جنب مع القوى العاملة الأمريكية، وتسبب في أضرار جسيمة للغاية. والآن، تقع على عاتق بايدن قائمة طويلة من الأضرار التي يجب إصلاحها، وأهمها بعض القرارات التي يجب أن يتراجع عنها بجرة قلم".

وفي الحقيقة، يمكن لبايدن أن يعكس ثلاثة أوامر تنفيذية لترامب اتخذها عام 2018 على الفور، والتي حدت بشدة من قدرة المنظمين على تمثيل الموظفين، بما في ذلك أولئك الذين ليسوا أعضاء في النقابات، وسمحت للوكالات بفصل الموظفين الفدراليين بشكل أسرع.

في حين أنشأ أمران آخران اتخذهما ترامب عام 2020 فئة جديدة للقوى العاملة، الفئة F، بدون حماية الخدمة المدنية، والتي من شأنها أن تسمح بفصل هؤلاء الموظفين لأسباب سياسية بحتة، كما أن هناك أمر آخر أوقف العديد من العناصر الأساسية للتدريب على التنوع والشمول الذي قدمته الوكالات الفيدرالية، بما في ذلك تلك التي تغطي التمييز الجنسي المؤسسي والعنصرية.

وبدوره قال النائب جيرالد كونولي وهو ديمقراطي من فرجينيا، ورئيس اللجنة الفرعية للعمليات الحكومية في مجلس النواب التي تضم مقاطعتها الآلاف من الموظفين الاتحاديين: "إن إرث ترامب هو إرث واحد من أكثر الأشخاص بؤسا في تاريخ الخدمة المدنية والحكومة الفيدرالية. فقد كان شخصاً عدائياً للغاية، ويشمل ذلك محاولاته لتسييس الوكالات بشكل غير لائق وترك العديد من المناصب الشاغرة في الوكالات التي تخدم القوة العاملة، مع ملء الشواغر الأخرى بالمعينين النقابيين المقربين منه".

والجدير بالذكر أن الإجراء الذي كان الأكثر إثارة للجدل فيما يتعلق بالقوى العاملة هو التحريض على الإغلاق الجزئي للحكومة لمدة 35 يوما قبل عيد الميلاد مباشرة في عام 2018، والذي كان بمثابة ضربة مزدوجة للموظفين الفيدراليين والمقاولين، الذين لم يتمكنوا من أداء وظائفهم وحرموا من الخدمات الحكومية.

في حين قال بايدن في استبيان حملته المقدم للاتحاد الأمريكي لموظفي الحكومة الفيدراليين: "هؤلاء هم من أكثر الأشخاص الموهوبين والعاملين المتفانين، وأكثر الأشخاص الذين ستلتقي بهم إلهاما على الإطلاق".

ومع ذلك، يمكن حتى لأكثر الأشخاص الذين يعملون بجد أن يشعروا بالإحباط وسط الخسائر التي تلحقها تصرفات ترامب بأخلاق الموظفين الفيدراليين، والاستنزاف والعبث بالخدمات الحكومية.

كما وقال ستير: " لقد فقدت الكثير من الأفراد الموهوبين للغاية الذين رحلوا الآن، وبالتالي خسر الشعب الأمريكي خدماتهم، وقد تراجعت الروح المعنوية في العديد من الوكالات بعد أن قلل ترامب من قدرة الحكومة على الاستجابة للأزمات الكبيرة، ولا سيما جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد".

وأوضح ستير أن جزءا من السبب في أن معدل الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في الولايات المتحدة هي الأعلى بين العديد من البلدان، حيث توفي أكثر من 400 ألف شخص وإصابة 24 مليون شخص حتى الآن، هو أن ترامب فشل في قيادة الحكومة الأمريكية بشكل فعال.

ومن جانبه قال راندي إروين، رئيس الاتحاد الوطني للموظفين الفيدراليين: "إن أهم جزء من القيادة هو الاستماع إلى الأشخاص الذين يتم قيادتهم، في حين رفض ترامب هذه الوسيلة الأساسية عندما ألغى في وقت مبكر من ولايته منتديات إدارة العمل التي سهلت التواصل بين الموظفين وكبار المسؤولين في جميع أنحاء الحكومة. إن ذلك يشير إلى أن إدارته لم تهتم بإدراج الموظفين في عملية صنع القرار في الوكالات التي يعملون بها، أو حتى الاستماع إليهم بشأن القضايا الرئيسية التي تؤثر على وكالاتهم وأماكن عملهم".

واستنادا إلى بيانات مسح مكتب إدارة شؤون الموظفين، فقد عانت معنويات الموظفين تحت إدارة ترامب بشكل كبير مقارنة بالسنوات السابقة. حيث يشير أحدث تقرير عن أفضل أماكن العمل للشراكة في تقرير الحكومة الفيدرالية إلى أن 45 % من الوكالات الفيدرالية سجلت زيادة في مشاركة الموظفين في عام 2019، وهذا مقارنة بنسبة 72.3 % في عام 2016، العام الأخير من إدارة أوباما.

وفي الواقع، كانت وكالات ترامب في تصنيف أفضل قليلا من ذلك في عام 2017، قبل العديد من تحركاته سيئة السمعة، ثم انخفضت في العام التالي إلى 39.6٪.

كما وقال جيسون بريفيل، مدير السياسات والتواصل في جمعية كبار التنفيذيين، أن الرئيس جو بايدن يمكنه المساعدة في عكس ذلك من خلال إشراك جميع عناصر القوة العاملة الفيدرالية، موصياً جو بايدن أن يبدأ بالاجتماع مع أكثر من 7000 عضو في الخدمة التنفيذية العليا وكبار موظفي الخدمة المدنية الحكومية.

وفي هذا العصر الرقمي، يمكن أن يلتقي جو بايدن مع كامل القوى العاملة الفيدرالية البالغ عددها 2.1 مليون تقريبا عبر الانترنت بسهولة.

وقال بريفيل في رسالة أرسلت عبر البريد الإلكتروني: "إن الهجمات المستمرة على ما يسمى بالدولة العميقة قد قوضت بشكل خطير الثقة في مؤسسات حكومتنا. وفي بعض الوكالات، كانت إساءة استخدام الفدراليين وتجاهلهم، خاصة في الوكالات العلمية، فظيعة ويجب أن يبذل الرئيس بايدن جهودا كبيرة لإصلاحها".

كما وقال مات بيغز الأمين العام للاتحاد الدولي للمهندسين المحترفين والتقنيين، أن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن قد أوضح أن إدارته ستتحرك بسرعة في وضع تدابير لإصلاح الضرر الكبير الذي تسبب فيه الرئيس ترامب في ولايته المنتهية.

المصدر: صحيفة واشنطن بوست