في تطور استراتيجي مهم تستعد حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس جيرالد فورد، الأكثر تطورا في البحرية الأمريكية، لمغادرة قاعدة نورفولك البحرية في 24 يونيو 2025 في مهمة مخططة إلى أوروبا، لكن هذه الخطوة تأتي في ظل تصاعد التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران، مما يحول المهمة الروتينية إلى نشر عسكري استراتيجي قد يغير موازين القوى في المنطقة.
ثلاث حاملات أمريكية قرب الشرق الأوسط
مع وصول جيرالد فورد سيكون لدى البحرية الأمريكية ثلاث حاملات طائرات قريبة من الشرق الأوسط، إلى جانب حاملتي يو إس إس كارل فينسون ويو إس إس نيميتز، ويمثل هذا التركيز العسكري أحد أكبر التحركات البحرية الأمريكية في التاريخ الحديث، في إشارة واضحة إلى تصعيد الردع ضد التهديدات الإيرانية.
دخلت جيرالد فورد الخدمة عام 2017 كفئة جديدة من حاملات الطائرات المصممة لتحل محل فئة نيميتز القديمة، وتزن الحاملة حوالي 100 ألف طن وتعمل بمفاعلين نوويين من نوع A1B، مما يمنحها مدى لا محدود وقدرة تحمل عالية، وتتميز بتقنيات متطورة مثل نظام الإطلاق الكهرومغناطيسي (EMALS) الذي يحل محل الأنظمة البخارية التقليدية، مما يتيح إطلاق طائرات متنوعة بسلاسة وكفاءة أعلى.
جيرالد فورد تقنيات ثورية تجعلها أقوى حاملة طائرات في التاريخ
تحمل جيرالد فورد عادة ما يصل إلى 75 طائرة، تشمل مقاتلات إف/إيه-18 سوبر هورنيت وإف-35 سي لايتنينج الثانية المتخفي، بالإضافة إلى طائرات الحرب الإلكترونية إي إيه-18 جي غرولر وطائرات الإنذار المبكر إي-2 دي هوكاي المتقدمة، تمنح هذه القوة الجوية البحرية الأمريكية تفوقا جويا وقدرة ضربات عميقة في أي مسرح عمليات.
وإلى جانب جيرالد فورد نشرت الولايات المتحدة حاملة الطائرات كارل فينسون في بحر العرب، بينما أعيد توجيه حاملة نيميتز من بحر الصين الجنوبي نحو المنطقة، كما نشرت مدمرات صواريخ من فئة آرليغ بورك في البحر المتوسط والبحر الأحمر، مما يوفر طبقات دفاعية متعددة ضد الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وقد أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران مهلة أسبوعين لوقف تخصيب اليورانيوم، مهددا برد عسكري مباشر في حال عدم الامتثال، بينما تجري مفاوضات دبلوماسية في جنيف، ويبقى السؤال: هل ستكون جيرالد فورد أداة ردع أم جزءا من ضربة عسكرية محتملة؟