في دراسة جديدة من الجمعية الأمريكية لأمراض النبات، طور الخبراء علاجاً حرارياً جديداً يمكن أن يقتل بفعالية مسببات الأمراض النباتية دون الإضرار بالنباتات، وركز البحث بشكل خاص على بقعة الأوراق الزاويّة، وهو مرض جرثومي ضار للغاية ومكلف اقتصادياً بين مشاتل الفريز "الفراولة".
تسبب بقعة الأوراق الزاويّة خسائر فادحة من خلال الضرر المباشر بالنبات أو عن طريق منع تصدير عمليات زرع الفراولة، والتي تخضع للتنظيم الشديد في العديد من البلدان.
تم استخدام المضادات الحيوية لمنع بقعة الأوراق الزاوي، وكذلك المبيدات الحشرية المحتوية على النحاس، ولكن لا يتم استخدام هذه المركبات عادة إلا بعد أن تتاح الفرصة للعامل الممرض للتأسيس، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون منتجات النحاس سامة للنباتات.
غالباً ما تستخدم المعالجة الحرارية لنباتات الحضانة قبل الزراعة، عندما يفترض أن تكون مجموعة مسببات الأمراض في أدنى مستوياتها، ومع ذلك، غالباً ما تكون المعالجة الحرارية قاسية جداً ويمكن أن تقزم أو تقتل نباتات الحضانة، أما عند تطبيقها في شكل ماء ساخن، يمكن للمعالجات الحرارية أن تسهل أيضاً انتشار مسببات الأمراض.
وقال مؤلف الدراسة الرئيسي بيل تورشيك، اختصاصي أمراض النبات في وزارة الزراعة الأمريكية: "إحدى المشاكل الرئيسية لاستخدام الحرارة في معالجة النباتات هي أن درجة الحرارة تضر أيضاً بأنسجة معظم النباتات، وهذا هو السبب في أن المعالجات الحرارية يتم تطبيقها غالباً كعلاج للبذور أو على الأنسجة الخشبية الخاملة التي تميل إلى أن تكون أكثر تحملاً للعلاج."
"من خلال إدخال خطوة تكييف بدرجة حرارة منخفضة واستخدام البخار بدلاً من الماء الساخن، أنتجنا نباتات كانت أكثر قدرة على تحمل المعالجة ذات درجة الحرارة المرتفعة المصممة لتدمير العامل الممرض."
تستخدم هذه التقنية عملية من خطوتين: المعالجة الحرارية التكييفية التي تحفز إنتاج البروتينات الواقية والجزيئات الأخرى في النبات، وتطبيق درجة حرارة قاتلة تقتل العامل الممرض مع إحداث ضرر ضئيل للنبات، حيث يتم تطبيق الحرارة على شكل بخار غازي، مما يقلل من انتشار مسببات الأمراض التي ربما لم يتم قتلها في معالجات الماء الساخن.
وبينما تم تصميم هذه الطريقة لاستهداف العوامل الممرضة التي تسبب بقعة الأوراق الزاويّ على وجه التحديد، فقد ثبت أنها فعالة ضد مسببات الأمراض الفطرية والديدان الخيطية والآفات الحشرية، وأوضح تورشيك: "بعبارة أخرى، يبدو أن هذا العلاج له نطاق واسع من النشاط ضد العديد من الآفات الميكروبية والحشرية والعثية".
هذا وتوفر هذه التقنية طريقة آمنة للقضاء على مسببات الأمراض والآفات، وستقلل من الحاجة إلى استخدام مبيدات الآفات، وستزيد من إنتاج الفراولة وجودتها.