عالم الحيوان

المبيدات الحشرية تحرم النحل والذباب من النوم

22 كانون الثاني 2021 09:02

أظهرت دراسة جديدة من جامعة بريستول أن المبيدات الحشرية الشائعة تمنع بعض أهم الملقحات من الحصول على نوم جيد ليلاً، وأظهر البحث أن النحل والذباب المعرضين لمبيدات النيونيكوتينويد، والتي يشيع استخدامها في جميع أنحاء العالم، يكافحون من أجل النوم والذاكرة.

ونتيجة للنتائج التي توصلوا إليها، يحث الباحثون صناع السياسة في المملكة المتحدة على حماية حظر المبيدات الحشرية التي تستخدم النيونيكوتينويد.

أجرى فريق من العلماء بقيادة الدكتور كياه تاسمان في مدرسة بريستول لعلم وظائف الأعضاء وعلم الأدوية وعلم الأعصاب دراستين للتحقيق في تأثيرات مركبات النيونيكوتينويد على النحل وذبابة الفاكهة، حيث اكتشفوا أن هذه المادة تمنع الحشرات من النوم، وهذا قد يساعد في تفسير سبب اختفاء العديد من الملقحات.

وقال الدكتور تسمان: "كان لمركبات النيونيكوتينويد التي اختبرناها تأثير كبير على مقدار النوم الذي يستغرقه كل من الذباب والنحل، فإذا تعرضت حشرة لكمية مماثلة لتلك التي قد تتعرض لها في مزرعة حيث تم استخدام المبيدات الحشرية، فإنها تنام أقل، كما أن إيقاعاتها السلوكية اليومية أصبحت غير متزامنة مع دورة الـ 24 ساعة العادية ليلاً ونهاراً. "

في الدراسة الأولى، فحص الباحثون التأثيرات العصبية لمبيدات الآفات في أدمغة ذباب الفاكهة، وكشف التحقيق أن التركيزات الزراعية النموذجية لمبيدات النيونيكوتينويد عطلت تماماً قدرة الذباب على التذكر، كما غيرت المواد الساعة البيولوجية في دماغ الذبابة التي تتحكم في دورات النوم والاستيقاظ.

وأوضح مؤلف الدراسة الدكتور جيمس هودج: "القدرة على معرفة الوقت أمر مهم لمعرفة متى يجب أن تكون مستيقظاً وتتغذى، ويبدو أن هذه الحشرات المخدرة لم تكن قادرة على النوم، نحن نعلم أن النوم الجيد مهم للحشرات، تماماً كما هو الحال بالنسبة للبشر، لصحتهم ولتشكيل ذكريات دائمة". 

وأكد الباحثون في الدراسة: "النحل والذباب لهما هياكل متشابهة في أدمغتهما، وهذا يشير إلى أن أحد الأسباب التي تجعل هذه الأدوية سيئة جداً للنحل هو أنها تمنع النحل من النوم بشكل صحيح ومن ثم تكون غير قادرة على معرفة مكان وجود الطعام في بيئتها، مبيدات النيونيكوتينويد محظورة حالياً في الاتحاد الأوروبي، ونأمل أن يستمر هذا في المملكة المتحدة مع خروجنا من تشريعات الاتحاد الأوروبي".