طور فريق بحثي من كلية الطب بجامعة يونسي في كوريا الجنوبية منصة جديدة لتوصيل الأدوية تعتمد على الخلايا المناعية لتعزيز دقة وكفاءة توصيل الأدوية إلى الأنسجة الملتهبة، وتمكن النظام الجديد من زيادة فعالية توصيل الأسبرين إلى 30 ضعفا مقارنة بالطرق التقليدية وفقا لدراسة نشرت في مجلة Advanced Functional Materials.
كيف تقوم الخلايا المناعية بتوصيل الأسبرين
يعرف الأسبرين بخصائصه المضادة للالتهابات والمضادة للتجلط، ويستخدم على نطاق واسع في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية والالتهابات، ومع ذلك فإن تأثيره قصير المدى بسبب سرعة أيضه في الكبد، كما أنه يواجه صعوبة في استهداف المناطق الملتهبة بدقة.
وللتغلب على هذه القيود قام الفريق البحثي بقيادة الأستاذين سونغ هاك-جون ويو سيونج-إيون من قسم الهندسة الطبية بجامعة يونسي، وبدعم من الدكتور كيم جو-إيون والأستاذ تشونغ سي-يونغ من مستشفى سيفيرانس، بتطوير استراتيجية جديدة تعتمد على تحميل الأسبرين في جسيمات نانوية كروية، ثم حقنها في الفئران عبر الوريد الذيل، وبعد الحقن تتراكم هذه الجسيمات في الطحال وهو عضو حيوي في الجهاز المناعي، حيث يتم امتصاصها بواسطة الخلايا الوحيدة (نوع من خلايا الدم البيضاء)، ثم تنتقل هذه الخلايا المحملة بالأسبرين إلى مناطق الالتهاب، وتطلق الدواء عبر آلية تسليم خلوية تنتج حويصلات خارجية تنقل الأسبرين إلى الخلايا المناعية والصفائح الدموية المجاورة.
دور بروتين "كافيولين" في تعزيز فعالية الأسبرين
كشفت الدراسة أن كفاءة آلية التسليم هذه تنظم بواسطة بروتين كافيولين الذي تفرزه الخلايا الالتهابية، وباستخدام التصوير الحي وجد الباحثون أن تعبير هذا البروتين يزداد مع شدة الالتهاب، مما يعزز امتصاص الأسبرين في الخلايا المستهدفة.
وفي النماذج التجريبية التي شملت فئرانا مصابة بالتهابات في أنسجة العضلات والكبد والأوعية الدموية، أظهر النظام الجديد أن توصيل الأسبرين عبر الحويصلات الخارجية قمع مؤشر الالتهاب COX-2 بفعالية تفوق الأسبرين العادي بـ 30 مرة، كما استمر التأثير المضاد للتجلط لجرعة واحدة وريدية لأكثر من 7 أيام، مقارنة بساعتين ونصف فقط عند استخدام الأسبرين بالطريقة التقليدية.
آفاق مستقبلية في آلية توصيل الأسبرين
قال البروفيسور سونغ هاك-جون "إن هذه الدراسة توفر دليلا مرئيا على آلية توصيل الأدوية التي تنشط استجابة للالتهاب، مما يمثل قفزة كبيرة في مجال العلاج الدوائي الدقيق، فهذا النظام لا يقتصر على التوصيل المستهدف فحسب، بل يمكن الأدوية من نشر تأثيرها العلاجي في الخلايا المحيطة، مما يفتح الباب أمام تطبيقات محتملة في علاج مجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية."
ويتوقع أن تمهد هذه التقنية الطريق لعلاجات أكثر دقة وفعالية، خاصة في الأمراض التي تتطلب استهدافا دقيقا للأنسجة المصابة مع تقليل الآثار الجانبية على الخلايا السليمة.