اتخذت السلطات الروسية إجراءات للحد من الاحتجاجات التي يقودها أنصار أليكسي نافالني بسبب اعتقاله، والتي تم التخطيط لها يوم غد السبت.
وتم اعتقال شركاء نافالني في موسكو ومناطق أخرى اليوم الجمعة في أكثر من 60 مدينة روسية، واتصل ضباط الشرطة بأنصار المعارض البارز والصحفيين المستقلين وتوجيه تحذيرات رسمية ضد الاحتجاج.
بالإضافة إلى ذلك، حثت الجامعات والكليات في مختلف المناطق الروسية الطلاب على عدم حضور التجمعات، حيث قال البعض أن الطلاب قد يتعرضون لإجراءات تأديبية ، بما في ذلك الطرد من الجامعة.
احتجاجات أنصار أليكسي نافالني
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم الجمعة إنه من الطبيعي أن تكون هناك مثل هذه التحذيرات بشأن العواقب المحتملة المتعلقة بعدم الامتثال للقانون، حيث توجد دعوات إلى "أحداث غير مصرح بها و غير قانونية".
ألقي القبض على نافالني، وهو ناشط مناهض للفساد وأشرس منتقدي الكرملين، يوم الأحد الماضي عندما عاد إلى روسيا من ألمانيا، حيث قضى ما يقرب من خمسة أشهر تعافى فيها من التسمم بغاز الأعصاب، الحادث الذي ألقى فيه باللوم على الكرملين.
حيث أمر قاض روسي بسجن نافالني لمدة 30 يوما على ذمة التحقيق، كما أنه يواجه حكما بالسجن لمدة سنوات، وذلك بعد أن إتهمته السلطات الروسية بانتهاك أحكام عقوبة مع وقف التنفيذ في إدانته عام 2014 لارتكاب جرائم مالية، بما في ذلك أثناء فترة تعافيه في ألمانيا.
على الجانب الآخر، دعا أنصار نافالني إلى تنظيم مظاهرات على مستوى البلاد يوم غد السبت للضغط على الحكومة للإفراج عن نافالني، لكنهم تعرضوا لضغوط قاسية من الحكومة.
وفي ليلة أمس الخميس، اعتقلت الشرطة في موسكو ثلاثة من كبار مساعدي نافالني، وأمرت المتحدثة باسمه كيرا يارمش صباح اليوم الجمعة بقضاء تسعة أيام في السجن، وأفرجت عن حليفته المقربة ليوبوف سوبول ليلة الخميس بعد دفعها غرامة مالية، بينما بقي جورجي ألبوروف رهن الاعتقال في انتظار المحاكمة. بالإضافة إلى اعتقال أكثر من عشرة من النشطاء وحلفاء نافالني في عدة مناطق روسية.
وأصدر مكتب المدعي العام والشرطة الروسية تحذيرات عامة ضد حضور أو الدعوة إلى تجمعات غير مصرح بها.
وطالب ممثلو الادعاء أيضاً هيئة الرقابة على وسائل الإعلام والإنترنت في روسيا "روسكومنادزور"، بتقييد الوصول إلى المواقع التي تحتوي على دعوات للاحتجاج يوم غد السبت.
وفي مساء اليوم الجمعة، حجبت أكبر شبكة تواصل اجتماعي روسية "فيكونتاكتي"، جميع الصفحات المخصصة للتجمعات التي نادت بها المعارضة الروسية.
كما وأعلنت روسكومنادزور أنها ستغرم شركات التواصل الاجتماعي لتشجيعها الشباب على المشاركة في الاحتجاجات.
وجاءت هذه الخطوة وسط تقارير إعلامية عن دعوات للتظاهر، وانتشار مقاطع فيديو لطلاب المدارس وهم يستبدلون صور الرئيس فلاديمير بوتين في فصولهم الدراسية بصور نافالني، الأمر الذي اشتهر بين المراهقين على شبكة التواصل الاجتماعي "تيك توك".
وأصدرت وزارة التعليم الروسية بيانا حثت فيه الآباء على "حماية" أبنائهم من أحداث يوم غد السبت، مشيرة إلى أنه لا يحق لأحد جر الشباب والمراهقين إلى مختلف الأعمال والاستفزازات والتجاذبات السياسية.
في حين طلب حلفاء نافالني من أنصاره ألا يشعروا بالإحباط وأن يحضروا مظاهرات يوم غد، حيث كتبت سوبول في منشور لها على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك: "لا تخافوا، اتركوا الأمر للكرملين، فنحن على اليمين ونحن الأغلبية!".
والجدير بالذكر أن العشرات من الروس المؤثرين، بما في ذلك الممثلين والموسيقيين والصحفيين والكتاب والرياضيين والمدونين المشهورين، قد خرجوا ببيانات لدعم نافالني، ووعد البعض بحضور المظاهرات.
المصدر: صحيفة أيريش إكزاماينر