جمع العلماء تسلسل الحمض النووي الأكثر اكتمالاً للنباتات الطفيلية الغامضة حتى الآن، وكشف التحليل الجيني لسابريا هيمالايانا أن النبات المزهر يسرق كمية مذهلة من الجينات من مضيفه ليبقى على قيد الحياة، ووجد الباحثون أن سابريا تعاني أيضاً من درجة كبيرة من فقدان الجينات حيث هجروا أجسادهم وتكيفوا مع الحياة كطفيليات شديدة.
تنتمي سابريا إلى عائلة من النباتات الطفيلية النادرة في جنوب شرق آسيا، وهذه النباتات هي طفيليات داخلية ليس لها جذور أو سيقان أو أوراق خاصة بها وتعتمد كلياً على النبات المضيف للحصول على العناصر الغذائية، وتعتبر سابريا غير مرئية لمعظم حياتها، حيث تعيش كخلايا داخل مضيف قبل أن تظهر كزهرة كبيرة.
الزهرة الحمراء والبيضاء الزاهية في سابريا صغيرة بالمقارنة مع قريبتها الشهيرة، آرنولدي، التي تنتج أزهاراً عملاقة يبلغ قطرها حوالي متر واحد، لهذه النباتات أزهار لها رائحة نفاذة تشبه اللحوم المتعفنة، وهذه استراتيجية تطورت لجذب ذباب الجيف للتلقيح والتكاثر.
يقدم التحليل الجينومي نظرة ثاقبة جديدة تماماً عن الحياة المراوغة لسابريا، والتي كانت تمثل تحدياً للعلماء للدراسة مع الأخذ في الاعتبار أنه ليس لديها جسد.
اكتشف الباحثون أن ما يقرب من نصف جميع الجينات الموجودة في معظم النباتات المزهرة غائبة في جينوم سابريا، وهذا هو أكثر من أربعة أضعاف درجة فقدان الجينات الموجودة في النباتات الطفيلية الأخرى، كما أن العديد من الجينات المفقودة هي تلك التي تشارك في عملية التمثيل الضوئي.
قال البروفيسور تشارلز ديفيس، المؤلف الرئيسي للدراسة: "من نواح كثيرة، إنها معجزة أن هذه النباتات موجودة اليوم، ناهيك عن أنها استمرت لعشرات الملايين من السنين، لقد تخلصوا حقاً من العديد من الأشياء التي حددناها على أنها نبات نموذجي ومع ذلك فهي متأصلة بعمق داخل شجرة الحياة النباتية".
وعلى الرغم من التطور بشكل منفصل، تمتلك سابريا والنباتات الطفيلية التي قورنت بها العديد من نفس أنواع الجينات، ويوضح الباحثون أن هذا يوضح التقارب التطوري الأساسي ليصبح النبات طفيلياً.