يبدو أن النفق المظلم الذي دخل فيه لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت آب الماضي، سيطول طالما أن ملف تشكيل الحكومة ينتظر الطبقة السياسية للاتفاق على ما فيه مصلحة للبنان واللبنانيين، وهذا بالتحديد ما لم تعكسه الأجواء منذ زمن طويل.
التدخل الدولي ومحاولات المبادرة الفرنسية، لم تتمكن من كسر معادلة المحاصصة السياسية والطائفية، فبالرغم من أن الغالبية تعلم أن لا أحد يتدخل لسواد عيون لبنان بل لمصالحه فيه، فإن التدخل في هذه المرحلة أصبح ضرورياً لإنقاذ اللبنانيين من حال ماعادت تطاق.
في قراءة متشائمة لمجرى الأحداث، قال مرجع سياسي لـ"الجمهورية"، إن دخول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الخط من جديد له دلالة إيجابية، لكن علينا الانتظار لنرى انعكاسات هذا التدخل وماسيحمله من مبادرات، لوقف هذه المهزلة، والخروج بحل حقيقي.
وأضاف المرجع أن أي مبادرات أو طروحات فرنسية جديدة يجب أن تحمل صفة الإلزام على تنفيذها، وتشكيل الحكومة بناء عليها، مشيراً إلى أنه من المهم ألا يتكرر السيناريو الأول الذي بني على تمنيات لم تثبت جدواها.
وأشار المرجع إلى أن مايحدث في لبنان يثبت وأمام العالم بأسره، أنّ اللبنانيين ليسوا فقط عاجزين عن استنباط الحلول، بل هم غير عابئين بأي حل لأزمة لبنان الذي يكاد لا يتبقى منه شيئاً.