العلوم

الأنهار الجليدية في غرينلاند تتعرض لتهديد ثلاثي جراء تغير المناخ

26 كانون الثاني 2021 21:39

يشكل ارتفاع درجات الحرارة تهديداً أكبر للغطاء الجليدي في غرينلاند مما كان يُدرك سابقاً، حيث قام العلماء في جامعة كاليفورنيا في إيرفين ومختبر الدفع النفاث التابع لناسا بتحديد مدى تأثير ارتفاع درجة حرارة المياه الساحلية على الأنهار الجليدية الفردية في جميع أنحاء الجزيرة.

أجرى الباحثون مسحاً لـ 226 نهراً جليدياً خلال السنوات الخمس الماضية، وكشفت الدراسة أن 74 نهراً جليدياً يقع في الوديان العميقة يمثل ما يقرب من نصف إجمالي فقدان الجليد في غرينلاند بين عامي 1992 و 2017.

تم العثور على الأنهار الجليدية المرتبطة بالمضيق البحري لتكون الأكثر تأثيراً بالتقويض، عندما يذوب ماء البحر الدافئ في قاع الأخاديد. 

وعلى النقيض من ذلك، وجد الفريق أن 51 نهراً جليدياً تم وضعها في مضايق ضحلة قد تعرضت لتقويض أقل وساهمت بنحو 15 بالمائة فقط من إجمالي فقدان الجليد.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة مايكل وود: "لقد فوجئت بمدى عدم توازنها، إن أكبر وأعمق الأنهار الجليدية تتعرض للتقويض بشكل أسرع من الأنهار الجليدية الأصغر في المضايق الضحلة، وبعبارة أخرى، أكبر الأنهار الجليدية هي الأكثر حساسية للمياه الدافئة وتلك هي التي تسبب فقدان الجليد في غرينلاند".

وأشار الخبراء إلى أن مياه البحر الدافئة قادرة على التراكم بشكل أكبر في المضايق العميقة مقارنة بالمضايق الضحلة.

وفي الوقت نفسه، يؤدي ارتفاع درجات حرارة الهواء إلى تسخين أسطح الأنهار الجليدية، مما يؤدي إلى تكوين برك من المياه الذائبة التي تتدفق في النهاية إلى المحيط، والمياه الذائبة في الأنهار الجليدية أخف من مياه البحر وتطفو إلى قاع الأنهار الجليدية، حيث تجر معها عموداً من المياه الدافئة التي تسبب تقويضها.

وأوضح الباحثون أنه في حين أن عمق المضيق البحري هو متغير ثابت إلى حد ما، فإن عوامل أخرى مثل درجة حرارة المحيط وتراكم المياه الذائبة تتأثر بشكل كبير بتغير المناخ، وقالوا إن العوامل الثلاثة تتضافر لتسبب التدهور المتسارع للغطاء الجليدي في غرينلاند.

كما تشير النتائج إلى أن النماذج المناخية التي تفشل في تفسير التقويض قد تقلل إلى حد كبير من فقدان الجليد، وبالإضافة إلى ذلك، قد تفسر النتائج سبب عدم تعافي العديد من الأنهار الجليدية في غرينلاند بعد فترة مفاجئة من ارتفاع درجة حرارة المحيط بين عامي 1998 و 2007 ، على الرغم من توقف احترار المحيطات بين عامي 2008 و 2017.

وقال إريك ريغنو نائب الباحث الرئيسي: "لقد عرفنا منذ أكثر من عقد من الزمان أن المحيط الأكثر دفئاً يلعب دوراً رئيسياً في تطور الأنهار الجليدية في غرينلاند، ولكن للمرة الأولى، تمكنا من تحديد تأثير التقويض وإظهار تأثيره المهيمن على تراجع الجليد خلال العشرين عاماً الماضية."