أجهزة تنقية الهواء في الأماكن الضيقة تؤدي إلى زيادة انتشار الفيروسات المحمولة جوا

علوم

أجهزة تنقية الهواء في الأماكن الضيقة تؤدي إلى زيادة انتشار الفيروسات المحمولة جوا

29 كانون الثاني 2021 14:58

المفترض أن تكون أجهزة تنقية الهواء أحد الأسلحة الفعالة في مكافحة جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد، ولكن لسوء الحظ، تشير دراسة جديدة إلى أن هذه الأجهزة قد تضر أكثر مما تنفع، حيث خلص باحثون في جامعة نيقوسيا في قبرص إلى أن أجهزة تنقية الهواء قد تزيد من خطر انتشار الفيروسات الهوائية، وخاصة عند استخدام هذه الأجهزة في الأماكن الضيقة مثل المصاعد والسيارات.

وفي الحقيقة، إن أي مساحة صغيرة معرضة لانخفاض جودة الهواء بشكل كبير في غياب التهوية المناسبة، لذلك، عادة ما يقوم مصنعو المصاعد بتثبيت أجهزة تنقية الهواء لإصلاح المشكلة.

وعلى الرغم من أن هذا يعتبر أمراً جيداً في الأوقات العادية، إلا أن هذه الأنظمة والأجهزة ليست مصممة للعمل في ظل تفشي جائحة عالمية ناجمة عن فيروس ينتقل عبر الهواء.

انتقال عدوى فيروس كورونا عبر أجهزة تنقية الهواء

وفي حين أنه من الصحيح أن معظم أجهزة تنقية الهواء تستخدم الأشعة فوق البنفسجية لقتل الفيروسات أو الميكروبات التي قد يحملها الهواء، إلا أن هذه الأجهزة تقوم أيضاً بتدوير الهواء باستمرار، مما يجعلها تستخدم الهواء الملوث وتستنفد الهواء النظيف.

• ماذا يحدث إذا ما سعل شخص يقف في المصعد؟

أظهرت العديد من الدراسات السابقة أن قطرات اللعاب يمكن أن تنتقل لمسافة 18 قدماً في غضون خمس ثوانٍ فقط بعد قيام الشخص بالسعال.

ومع وضع هذه الحسابات في الاعتبار، شرع الباحثون في محاكاة ما يمكن أن يحدث إذا ما سعل شخص مصاب في مصعد يحتوي على جهاز تنقية الهواء.

وقال مؤلف الدراسة، الدكتور ديميتريس دريكاكيس في بيان إعلامي صادر عن المعهد الأمريكي للفيزياء: "إن المناطق ذات معدلات التهوية المنخفضة تقدم أفضل الاحتمالات لانتقال الفيروسات المنقولة بالهواء".

ويضيف الباحث المشارك في الدراسة طالب دبوق: "يرجع هذا الأمر إلى حقيقة أن انخفاض التدفق الهوائي المختلط داخل المصعد. وبالتالي، يجب على السلطات التنظيمية تحديد الحد الأدنى من التهوية المطلوبة وفقا لنوع المبنى ليأخذ صانعي المصاعد ذلك في عين الاعتبار".

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة لم تركز على الآلية الموجودة داخل أجهزة تنقية الهواء المخصصة لقتل الفيروسات، حيث ركز الباحثون على تأثير هذه الأجهزة على انتشار قطرات الهباء الجوي الناقلة للفيروسات فقط.

ويضيف الدكتور دريكاكيس: "إن نتائجنا هذه تظهر أن تركيب جهاز لتنقية الهواء قد يزيد من انتشار قطرات الهباء الجوي، حيث أن مدخل الهواء المدمج داخل جهاز التنقية يحفز دوران ترس التدفق وتدوير الهواء، الأمر الذي يمكن أن يساهم في نقل قطرات اللعاب الملوثة في المصعد أو المكان الضيق. وكلما زاد عدد الأشخاص المصابين الذين يقفون في نفس المصعد، زادت مخاطر الإصابة".

والجدير بالذكر أن الباحثين يقترحون الحد من عدد الأشخاص المسموح لهم بالتواجد في المصعد في وقت واحد في الوقت الراهن لتقليل احتمالية تفشي الفيروس.

المصدر: موقع Study Finds