جاسوس سابق في المخابرات السوفيتية يزعم أن روسيا عملت على ترسيخ دونالد ترامب

أخبار

جاسوس سابق في المخابرات السوفيتية يزعم أن روسيا عملت على ترسيخ دونالد ترامب

29 كانون الثاني 2021 16:15

زعم يوري شفيتس العميل السابق في جهاز المخابرات السوفيتية "KGB"، أن روسيا عملت على ترسيخ مكانة دونالد ترامب كأحد أصول القوة منذ أكثر من 40 عام، وأثبت أنه كان استثماراً ورصيداً قيماً للغاية من خلال تكرار الدعاية المعادية لروسيا في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال يوري شفيتس، وهو أحد المصادر التي استشهد بها كتاب "American Kompromat" الجديد الذي يشرح بالتفصيل العلاقة المستمرة منذ عقود بين ترامب وروسيا، والذي قام بكتابته وتقديمه الصحفي كريج أونجر.

وفي الكتاب الذي يستند إلى مقابلات مع عملاء روس وأمريكيين سابقين، يتم عرض تفاصيل محاولات جهاز المخابرات السوفيتية في الثمانينيات لتنمية ودعم العشرات من رجال الأعمال غير المتعمدين في الولايات المتحدة الأمريكية كأصول قوة روسية مفيدة.

دونالد ترامب

وقال يوري شفيتس لصحيفة "الغارديان" أن جهاز المخابرات السوفيتية قد حدد ترامب، الذي كان آنذاك مطوراً عقارياً واعداً، كأصل قوة مستقبلية محتمل في الثمانينيات، مضيفاً: "إن هذا مثال تم فيه تجنيد الناس عندما كانوا مجرد طلاب ثم ارتقوا إلى مناصب مهمة، شيء من هذا القبيل قد قمنا به مع ترامب".

بالإضافة إلى ذلك، يذكر مؤلف الكتاب أن ترامب قد أصبح هدفاً للروس وجهاز المخابرات السوفيتية لأول مرة في عام 1977 عندما تزوج زوجته الأولى وعارضة الأزياء التشيكية إيفانا زيلنيكوفا.

وقال كريج أونجر لصحيفة الغارديان: " لقد كان مصدر قوة، ولم تكن هناك خطة عظيمة ومحبوكة أكثر من تطوير هذا الرجل ليكون بعد 40 عام رئيسا للولايات المتحدة. خاصة وأن ترامب كان الهدف المثالي من نواحٍ كثيرة، حيث أن غروره ونرجسيته جعلته هدفاً طبيعياً للتجنيد من قبل جهاز المخابرات السوفيتية، وتم تربيته على مدى 40 عام، حتى تم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة".

وبحسب كتاب ترامب نفسه، والذي يدعى "فن الصفقة" وصدر عام 1987، فقد زار ترامب موسكو لمناقشة بناء فندق فخم كبير على الجانب الآخر من الكرملين بالشراكة مع الحكومة السوفيتية.

كما وكشف شفيتس أن العملاء السوفييت قد استغلوا تلك الرحلة للإطراء على ترامب وتحفيزه وإخباره بأنه يجب أن يدخل السياسة.

وقال لصحيفة الغارديان أن عملاء المخابرات السوفيتية أصيبوا بالذهول بعد ذلك عندما اكتشفوا أن ترامب قد عاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودافع عن احتمال ترشحه لمنصب عام، وأنه قد أصدر إعلانا على صفحة كاملة في عدة صحف ردد فيها العديد من نقاط الحوار الروسية المعادية للغرب.

والجدير بالذكر أن الإعلان الذي تم عرضه في كل من صحيفة الواشنطن بوست ونيويورك تايمز وبوسطن غلوب، كان بعنوان "لا يوجد شيء خاطئ في سياسة الدفاع الخارجية الأمريكية لا يستطيع العمود الفقري الصغير التعامل معه".

وهاجم ترامب في الإعلان اليابان "لاستغلالها" الولايات المتحدة الأمريكية، وقال أنه يجب على الولايات المتحدة التوقف عن الدفع للدفاع عن الدول الغنية الأخرى، وهي الحجج التي أصبحت العمود الفقري لسياسته الخارجية عندما أصبح رئيساً بعد عقود من ذلك الوقت.

دونالد ترامب

كما وقال شفيتس أن ذلك الإعلان كان يعتبر نجاحاً "غير مسبوق" في محاولات روسيا للترويج لنقاط الحوار المعادية للغرب في وسائل الإعلام الأمريكية.

وتجدر الإشارة إلى أن ترامب قد نفى مراراً و تكراراً ومنذ فترة طويلة أن يكون لديه أي صلات مالية بروسيا، ونشر تغريدة على تويتر عام 2017 قال فيها: "لم تحاول روسيا أبدا استخدام أي نفوذ علي"، وكتب في تغريدة أخرى في نفس العام: "ليس لدي أي شيء أفعله مع روسيا، لا صفقات ولا قروض، لا شيء على الإطلاق".

وبحسب ما خلص إليه تحقيق المحامي الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي المحتمل في انتخابات عام 2016، فقد ظهر في نهاية المطاف إلى أن حملة ترامب لم تنسق مع روسيا للتأثير بشكل غير ملائم على الانتخابات الأمريكية الرئاسية.

بالإضافة إلى أن العديد من كبار أعضاء حملة ترامب، بمن فيهم مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين ومستشار الحملة جورج بابادوبولوس، قد أقروا أيضاً بالذنب في الكذب على المدعين العامين بشأن اتصالاتهم بأفراد مرتبطين بالحكومة الروسية.

بالإضافة إلى ذلك، أقر مايكل كوهين، المحامي الشخصي لترامب، بالذنب في عام 2018 للكذب على لجنة في مجلس الشيوخ بشأن محاولات بناء برج ترامب في العاصمة الروسية موسكو.

المصدر: موقع بزنس إنسايدر