تعطلت سلاسل الإمداد الغذائي بشدة بسبب جائحة كورونا كوفيد - 19 والجفاف ونقص العمالة، وأفاد فريق من الخبراء بقيادة جامعة آلتو أن القيود التجارية من قبل عدد قليل من البلدان يمكن أن يكون لها عواقب بعيدة المدى على أسعار المحاصيل والأمن الغذائي.
وأوضح البروفيسور ماتي كومو قائلاً: "لقد حددنا الآثار المحتملة لهذه الصدمات العالمية والمحلية المتزامنة على مستوى العالم مع تأثيرها على الأمن الغذائي"، وأكد كومو أن نتائج هذا البحث لها آثار حاسمة على كيفية الاستعداد للأحداث المستقبلية التي تشبه جائحة الفيروس التاجي.
وأوضحت المؤلفة المشاركة في الدراسة تيريزا فالكيندال: "لقد رأينا أن القيود التجارية من قبل عدد قليل من الفاعلين الرئيسيين يمكن أن تؤدي إلى ارتفاعات كبيرة في الأسعار قصيرة الأجل في أسعار تصدير الحبوب في السوق العالمية، مما قد يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي في البلدان المعتمدة على الاستيراد".
كما حقق الباحثون في كيفية تأثير القيود التجارية وصدمات الإنتاج المحلي للأرز والقمح والذرة على المعروض والسعر، وهذه المحاصيل الأساسية الثلاثة ضرورية للأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم.
وكشفت الدراسة أن القيود التجارية التي يفرضها ثلاثة مصدرين رئيسيين فقط لكل محصول ستؤدي إلى زيادة سعر القمح بنسبة 70 بالمائة وسعر الأرز بنسبة 60 بالمائة وسعر الذرة بنسبة 40 بالمائة، وعندما تم الجمع بين هذه القيود وبين الأزمات المحلية التي حدثت العام الماضي، أكد الباحثون أن الأسعار ستتضاعف تقريباً.
وقال البروفيسور كومو: "هذا هو نتيجة عالم متزايد الترابط، حيث تعتمد غالبية البلدان على الغذاء المستورد، وبالتالي فهي عرضة لهذا النوع من الصدمات".
وقالت فالكيندال: "من المهم أن ندرك أن الأمن الغذائي يعتمد على كل من الظروف المحلية والعالمية، وأن القرارات السياسية غير الحكيمة في الجزء الغني من العالم يمكن أن تغرق الناس في معاناة حقيقية في الأجزاء الأفقر من العالم".
ومع ذلك، يمكن أن تصبح سيناريوهات الصدمة التي صممها الباحثون أكثر شيوعاً نتيجة للاحتباس الحراري.
وكان للوباء تأثير كبير على سلاسل التوريد الزراعية، وكذلك كان للمحاصيل التي دمرها الجراد في أجزاء من إفريقيا وجنوب آسيا، تأثير مدمر على الأمن الغذائي.
وقال البروفيسور كومو: "للمساعدة في منع مثل هذا الدمار في المستقبل، نحتاج إلى استراتيجيات استباقية، مثل الحد من هدر الطعام، وتغيير النظام الغذائي نحو المزيد من مصادر البروتين النباتي، وزيادة الغلة بشكل مستدام لا سيما في البلدان الأكثر ضعفاً ".
وقال المؤلف المشارك للدراسة مايكل بوما أنه من الضروري أن تعزز المؤسسات الإنسانية جهودها لدعم المساءلة الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، مما سيساعدنا في النهاية على تجنب المجاعة وانعدام الأمن الغذائي الحاد.