العمل في الهواء الطلق يقلل من خطر إصابة النساء الأكبر سنا بسرطان الثدي

علوم

العمل في الهواء الطلق يقلل من خطر إصابة النساء الأكبر سنا بسرطان الثدي

2 شباط 2021 12:18

يرتبط العمل في الهواء الطلق على مدى سنوات عديدة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء بعد سن الخمسين، وذلك وفقاً لدراسة جديدة نشرت على الإنترنت في مجلة الطب المهني والبيئي

وقال الباحثون أن العاملات في الهواء الطلق يتعرضن لمزيد من أشعة الشمس، مما يزيد من مستويات "فيتامين "D لديهن، مما قد يقيهن من الإصابة بسرطان الثدي.

سرطان الثدي

وفي الحقيقة، يلعب "فيتامين د" دوراً معترفا به في الحفاظ على صحة العظام والعضلات الهيكلية، ولكن قد يكون له أدوار أخرى أيضاً، بما في ذلك المساعدة في درء العدوى والإصابة بالسرطان.

والجدير بالذكر أن المصدر الرئيسي لـ"فيتامين D" هو أشعة الشمس فوق البنفسجية، ومع ذلك، أدت المخاوف بشأن مخاطر الإصابة بسرطان الجلد والاستخدام المتزايد لأجهزة الكمبيوتر في العمل والترفيه إلى تقليل الوقت الذي يقضيه الأشخاص في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس.

كما وأدى ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الثدي خلال النصف الأخير من القرن العشرين إلى اقتراح مفاده أن ذلك قد يكون مرتبطاً بنقص "فيتامين D".

وأشارت العديد من الدراسات والأبحاث السابقة إلى أن المستويات المرتفعة من "فيتامين د" في الدم قد ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن الأدلة كانت غير كافية أو حاسمة لتأكيد الارتباط بشكل نهائي، فقد اعتمدت معظم الدراسات على تقييمات محدودة لمستويات "فيتامين "D في الدم بدلا من مراقبة تلك المستويات على المدى الطويل.

والجدير بالذكر أنه يمكن استخدام مدى التعرض لأشعة الشمس كمؤشر بديل لمستويات "فيتامين د" على المدى الطويل، ولأن الجسم يصنع "فيتامين د" بشكل رئيسي في منتصف يوم العمل، أي بين الساعة 10:00 و15:00، يتعرض الأشخاص العاملين في الهواء الطلق لمستويات أعلى بكثير من أولئك الذين يعملون في الداخل.

خلال الدراسة، حدد الباحثون 38375 امرأة تحت سن لـ 70 عام، واللواتي قد تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي الأولي، ثم قارنوا كل واحدة منهم بخمس نساء ولدن في نفس العام، وتم اختيارهن عشوائيا من نظام التسجيل المدني الدنماركي.

كما وتم استرداد سجل التوظيف الكامل من سجلات صندوق التقاعد الدنماركي لتقييم مدى تعرض كل امرأة من المشاركات في الدراسة لأشعة الشمس خلال العمل.

وبعد أخذ العوامل المؤثرة في عين الاعتبار، مثل تاريخ الإنجاب، لم يظهر أي ارتباط بين مدى التعرض لأشعة الشمس خلال الشمس وخطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل عام.

في حين أن التعرض لأشعة الشمس على المدى الطويل أظهر ارتباطاً بسيطاً بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي بعد سن الخمسين.

وفي أولئك النساء، ارتبط التعرض لأشعة الشمس خلال العمل لمدة 20 عام أو أكثر باحتمالات أقل بنسبة 17٪ للتشخيص بالإصابة بسرطان الثدي، بينما ارتبط أعلى مستوى من التعرض طول المدى لأشعة الشمس خلال العمل باحتمالات أقل بنسبة وصلت إلى 11٪.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة قائمة على الملاحظة في المقام الأول، وبالتالي لا يمكنها إثبات السبب والعلاقة بشكل دقيقة.

علاوة على ذلك، لم تكن هناك معلومات عن تناول "فيتامين د" الغذائي أو استخدام مكملات "فيتامين د" الغذائية أيضاً، على الرغم من أن هذا قد لا يكون أمراً هاماً لأن دراسات أخرى قد أظهرت بالفعل أن العاملين في الأماكن المغلقة لديهم مستويات أقل بكثير من "فيتامين د" مقارنة بالعاملين في الهواء الطلق.

كما وكانت تقديرات التعرض لأشعة الشمس خلال العمل بدائية أيضاً، ولم يتم احتساب مدة التعرض لأشعة الشمس في أوقات الفراغ بالإضافة إلى العوامل الأخرى المؤثرة في نمط الحياة، مثل استخدام حبوب منع الحمل والعلاج بالهرمونات البديلة وشرب الكحول، فضلاً عن السمنة وممارسة النشاط البدني في أوقات الفراغ.

ومع ذلك، خلص الباحثون إلى أن هذه الدراسة تشير إلى وجود علاقة عكسية بين التعرض طويل الأمد لأشعة الشمس خلال فترات العمل والإصابة بسرطان الثدي في وقت لاحق من العمر، وقالوا أن هذه النتائج التي توصلوا إليها تحتاج إلى المزيد من الاهتمام، وأنه يجب القيام بالمزيد من الدراسات والأبحاث ذات الصلة في المستقبل.

المصدر: مجلة Medical Xpress