علاج واعد لسرطان الثدي الوراثي بنسبة نجاة مذهلة

طفرة علمية تمنح المصابات بسرطان الثدي الوراثي أملا كبيرا بالنجاة طفرة علمية تمنح المصابات بسرطان الثدي الوراثي أملا كبيرا بالنجاة

في طفرة علمية تبعث الأمل لمصابات سرطان الثدي الوراثي، كشفت دراسة قادها مستشفى أدينبروكس في كامبريدج عن أن اتباع نهج علاجي جديد يجمع بين العلاج الكيميائي والعقار الموجه أولاباريب (المعروف تجاريا باسم لينبارزا) قبل الجراحة، يحسن بشكل كبير فرص النجاة ويقلل خطر الانتكاس.

ونشرت النتائج في دورية Nature Communications وأظهرت أن 100% من المرضى الذين تلقوا هذا المزيج العلاجي نجوا بعد مرور ثلاث سنوات على الجراحة، وهي الفترة الأكثر خطورة لاحتمالية عودة المرض أو الوفاة.

سرطان الثدي الناجم عن طفرات جينية

يشخص نحو 55 ألف شخص سنويا بسرطان الثدي في المملكة المتحدة، لكن الحالات الناتجة عن طفرات في جيني BRCA1 وBRCA2 تعد من الأكثر عدوانية وصعوبة في العلاج، وبعالج هؤلاء المرضى عادة بالعلاج الكيميائي والمناعي لتقليل حجم الورم قبل استئصاله جراحيا.

فالعقار يعمل عبر تثبيط إنزيم PARP المسؤول عن إصلاح تلف الحمض النووي في الخلايا، وبمنع هذا الإنزيم تحرم الخلايا السرطانية من القدرة على إصلاح نفسها مما يؤدي إلى تدميرها.

السر بالفاصل الزمني الذي يحسن النتائج

شملت التجربة المسماة PARTNER مرضى في مراحل مبكرة من سرطان الثدي لديهم طفرات في جيني BRCA من 23 مركزا طبيا بريطانيا، فوجد الباحثون أن ترك فاصل زمني 48 ساعة بين انتهاء الجرعات الكيميائية وبدء تناول أولاباريب يحسن الاستجابة، ربما لأن ذلك يسمح لنخاع العظم بالتعافي بينما تظل الخلايا السرطانية عرضة لتأثير العقار.

ومن بين 39 مريضا تلقوا العلاج المدمج، لم ينتكس سوى مريض واحد بعد ثلاث سنوات، بينما انتكس 9 مرضى من بين 45 تلقوا العلاج الكيميائي فقط، مع نسبة نجاة بلغت 88%.

نتائج نادرة وجديدة تعطي الأمل للباحثين والمرضى

وصفت الدكتورة جين إبراهام المشرفة على الدراسة، النتائج بأنها نادرة خاصة مع هذه الأنواع العدوانية من السرطان حيث قالت : "نحن متحمسون جدا لإمكانات هذا النهج الجديد، فمن الضروري إيجاد طرق للعلاج، وربما شفاء المرضى المصابين بأورارم مرتبطة بطفرة BRCA".

كما يخطط الفريق لتكرار النتائج على عينة أكبر من المرضى، والتأكد من أن هذه الطريقة أقل سمية من العلاجات الحالية، كما سيدرسون الجدوى الاقتصادية إذ يعطى أولاباريب حاليا بعد الجراحة لمدة 12 شهرا، بينما في التجربة تم تناوله قبل الجراحة لـ 12 أسبوعا فقط.