أظهر تحليل عقدين من صور الأقمار الصناعية أن الجليد في القطب الجنوبي لا يذوب بنفس الوتيرة كما كان يعتقد سابقاً.
وجد الباحثون تقلبات سنوية في معدل ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية، مما يعني أن العلماء قد يحتاجون إلى تعديل النماذج المناخية المستخدمة للتنبؤ بارتفاع مستوى سطح البحر.
وقال البروفيسور لي وانغ، المؤلف الرئيسي للدراسة: "لا يتغير الغطاء الجليدي بمعدل ثابت، إن معدل التغيير أكثر تعقيداً من التغيير الخطي، فالتغيير أكثر ديناميكية، حيث تتغير سرعة الذوبان حسب الوقت."
تعتمد النماذج التي تتنبأ بارتفاع مستوى سطح البحر عادةً على افتراض أن الجليد يذوب في القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند بمعدل ثابت، لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن هذه التوقعات ليست موثوقة تماماً، إذا أخذنا في الاعتبار أن معدل ذوبان الجليد يتقلب من سنة إلى أخرى.
فعلى سبيل المثال، قد تزداد كمية الجليد في القارة القطبية الجنوبية خلال عام مع تساقط شديد للثلوج، لكنها تنخفض في العام المقبل نتيجة للتغيرات الجوية.
وأوضح البروفيسور وانغ أن حجم الجليد في القارة القطبية الجنوبية آخذ في التناقص بشكل عام، ومع ذلك، إذا تم رسم هذا الانخفاض على رسم بياني خطي، فسيكون له ارتفاعات وانخفاضات بحسب الظروف البيئية.
ولتحليل هذه التغييرات، قام الباحثون بتقييم البيانات حول مجال الجاذبية بين الأقمار الصناعية فوق القارة القطبية الجنوبية والجليد في القارة، حيث يتأثر مجال الجاذبية هذا بالتغيرات التي تطرأ على كتلة الجليد.
ووجد الخبراء أنه من عام 2016 إلى عام 2018، اتسعت الطبقة الجليدية في غرب القارة القطبية الجنوبية بعد تساقط الثلوج بكثافة، وفي الوقت نفسه، تقلص الغطاء الجليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية.
وقال البروفيسور وانغ: "لا أقول إن ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية ليس مشكلة حادة، فهو لا يزال حاداً للغاية، لأن كل القارة القطبية الجنوبية تفقد كتلتها بسرعة كبيرة، فهناك فقط مشكلة في النطاق الزمني ومشكلة في المعدل، ويجب أن تعكس نماذجنا التي تتنبأ بتغير مستوى سطح البحر ذلك ".