يلقي الكثير من الناس باللوم على الموجة الثانية من جائحة الفيروس التاجي على الافتقار إلى احتياطات السلامة وإجراءات التباعد الاجتماعي ، لكن دراسة جديدة تشير إلى أن تفشي فيروس كوفيد - 19 الثاني كان حتمياً بسبب الطقس.
أفاد خبراء في المعهد الأمريكي للفيزياء أنه يمكن استخدام معايير الطقس المحددة، بما في ذلك درجة الحرارة والرطوبة النسبية وسرعة الرياح، للتنبؤ بالموجة الثانية من الوباء.
ففي دراسة سابقة، شرع فريق من المعهد في فهم كيفية تأثير مكونات المناخ المختلفة على انتشار فيروس كورونا.
وقام الباحثون بتحليل تأثيرات درجة الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح على سحابة قطيرات الهباء الجوي وحيوية الفيروس، ووجدوا أن التبخر عامل حاسم في انتقال الفيروس.
وقال الباحث المشارك في الدراسة طالب دبوق: "وجدنا أن ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الرطوبة النسبية يؤديان إلى معدلات تبخر عالية للقطرات الملوثة باللعاب، مما يقلل بشكل كبير من قابلية بقاء الفيروس".
وقرر الخبراء أن تركيز سحابة قطيرات الهباء الجوي، وكذلك المسافة التي تقطعها، يمكن أن يستمر في درجات حرارة عالية عندما تكون الرطوبة النسبية عالية، وكشفت الدراسة أيضاً أن سرعة الرياح تلعب دوراً في انتشار الفيروسات.
هذا وتنبأت نتائج الدراسة بموجة ثانية من الجائحة في فصلي الخريف والشتاء، عندما تؤدي درجات الحرارة المنخفضة وسرعات الرياح العالية إلى زيادة بقاء الفيروس المنقول جواً وانتقاله.
أما في الدراسة الحالية، فقد أكد دبوق والمؤلف المشارك ديميتريس دريكاكيس أنه يجب مراعاة التأثيرات المناخية في النماذج المستخدمة للتنبؤ بسلوك الوباء.
تعتمد النماذج الوبائية الحالية عادة على عاملين أساسيين فقط، معدل الانتقال ومعدل الاسترداد، بينما يُفترض غالباً أن هذين المعدلين ثابتين، يقول الباحثون إن هذا ليس هو الحال، لقد طوروا متغيراً جديداً يعتمد على الطقس يسمى مؤشر معدل العدوى المحمولة جواً.
وعندما طبق الخبراء هذا المؤشر على نماذج باريس ونيويورك وريو دي جانيرو، تم التنبؤ بدقة بتوقيت التفشي الثاني في كل مدينة.
وعلاوة على ذلك، أظهرت البيانات أن الفيروس تصرف بشكل مختلف تماماً في ريو دي جانيرو مقارنة بباريس ونيويورك، وهو ما يمكن تفسيره بالتغيرات الموسمية في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي.
ويؤكد مؤلفو الدراسة على أهمية حساب هذه المتغيرات الموسمية عند تصميم تدابير السلامة.
وقال دريكاكيس: "نقترح أن النماذج الوبائية يجب أن تدمج التأثيرات المناخية من خلال مؤشر المعهد الأمريكي للفيزياء، ويجب ألا تستند عمليات الإغلاق الوطنية أو عمليات الإغلاق واسعة النطاق على نماذج التنبؤ قصيرة الأجل التي تستبعد تأثيرات موسمية الطقس".