عالم الحيوان

قرد القشة لا يفهم أحاديث القرود الأخرى فقط، بل ويطلق الأحكام عليها

4 شباط 2021 16:28

في دراسة جديدة من جامعة زيورخ، أفاد الباحثون أن قرود القشة تتنصت على المحادثات بين أفراد آخرين، لا يبدو أن القرود يفهمون هذه المحادثات فحسب، بل يبدو أيضاً أنهم يشكلون أحكاماً بناءً على ما يسمعونه.

من الشائع جداً أن يقوم البشر بمراقبة وتقييم التفاعلات بين الأشخاص الآخرين عندما يقررون من سيتفاعلون معه في المستقبل، ولكن بالنسبة للحيوانات، من الصعب قياس ما يلتقطونه من الحديث أثناء تنصتهم، وحتى لو فهموا الدردشة بين الأفراد الآخرين، فإن الحيوانات لا تعبر عن ردود أفعالها بطرق يمكن ملاحظتها بسهولة.

استخدم فريق من علماء الأنثروبولوجيا في زيورخ التحليلات السلوكية والتصوير الحراري لفحص الحالات العاطفية لحيوان القرد، حيث زود التصوير الحراري الباحثين بأداة مناسبة لقياس التغيرات في درجات الحرارة في وجوه قرود القشة (مارموسيت) لتحديد الاستجابات العاطفية الدقيقة.

وقال مؤلف الدراسة الأول راحيل بروجر: "لقد تمكنا من استخدام هذه التقنية لإثبات أن حيوانات القرد لم تدرك التفاعلات الصوتية بين عناصر محددة على أنها مجرد مجموع عناصر الاتصال الفردي، بل تصورها بشكل شامل ، كمحادثة".

وعندما يعاني الحيوان من زيادة في الإثارة العاطفية، فإن هذا يتوافق مع انخفاض درجة حرارة سطح الوجه، خاصة في المناطق المكشوفة أكثر مثل الأنف، ويتيح التصوير الحراري تسجيل هذه التغييرات.

حصل الباحثون على تسجيلات للتبادلات الصوتية بين حيوانات القرد، بالإضافة إلى مكالمات لحيوانات قريبة لم تشارك في التفاعل، وأثناء تشغيل التسجيلات من مكبر صوت مخفي، استخدم الفريق التصوير الحراري لقياس ردود أفعال القرود.

وقال بروجر: "أظهر هذا أن الاستجابة لتفاعلات المكالمات كانت مختلفة بشكل كبير عن الاستجابة للمكالمات الفردية، فقرود المارموسيت قادرة بالتالي على التمييز بين الحوار بين الأنواع المتفردة والمونولوج الخالص، وهو التحدث مع النفس."

وميز الباحثون بين التفاعلات المسجلة التي كانت تعاونية وتلك التي كانت تنافسية.

وبعد أن سمعت قرود المارموسيت التفاعلات المختلفة، أتيحت لها الفرصة للاقتراب من مصادر الأصوات، وكشفت هذه التجربة أن القردة فضلت الاقتراب من الأفراد الذين شاركوا في تفاعل تعاوني مع طرف ثالث.

وقال البروفيسور بوركارت، مؤلف مشارك في الدراسة: "تضيف هذه الدراسة إلى الدليل المتزايد على أن العديد من الحيوانات ليست فقط مراقبين سلبيين لتفاعلات الأطراف الثالثة، ولكنها تفسرها أيضاً، وبالإضافة إلى ذلك، تُظهر دراستنا أن التصوير الحراري يمكن أن يساعد في كشف النقاب عن كيفية إدراك الأشخاص غير الناطقين لهذه التفاعلات الاجتماعية.