منوعات

السياسيون البرازيليون يستغلون أزمة نقص الأوكسجين لبناء طريق سريع مؤذي للبيئة

7 شباط 2021 08:05

اكتسبت ماناوس، عاصمة ولاية أمازوناس البرازيلية، شهرة عالمية بسبب تعاملها مع جائحة كورونا، أولًا لانهيار نظام المستشفيات في نيسان 2020 عندما أصبحت المدينة، وعدد سكانها 2.2 مليون، أول من دفن موتاها في المقابر الجماعية، والثانية في كانون الثاني 2021 عندما نفد الأكسجين من مستشفيات المدينة خلال الموجة الثانية لفيروس كورونا، مما أدى إلى عشرات الوفيات التي كان من الممكن تجنبها.

ألقى رئيس بلدية ماناوس، ديفيد ألميدا، باللوم على علماء البيئة في نقص الأكسجين في المدينة، مما يشير إلى أن سبب الأزمة هو الحالة السيئة للطريق السريع BR-319، الذي لم يتم ترخيص إعادة بنائه بعد، وانتهز السياسيون في ماناوس الفرصة لاستغلال الأزمة للتشجيع على الشروع الفوري في تشييد الطرق على الرغم من كونها بعيدة عن تلبية المتطلبات القانونية، مثل استشارة السكان الأصليين المتأثرين. 

ويقود النائب الفيدرالي من ماناوس الذي تم انتخابه للتو لثاني أقوى منصب في مجلس النواب البرازيلي، مارسيلو راموس، الجهود للضغط على الوزارات في البرازيل.

هذا وتعد الإدارة الوطنية للبنية التحتية للمواصلات المؤيد الرسمي لمشروع إعادة بناء الطريق السريع، وقد انتهكت حتى القرارات القضائية من أجل تحقيقه، BR-319 هو طريق سريع تم بناؤه من قبل الديكتاتورية العسكرية البرازيلية في 1973-1974، ولكن تم التخلي عنه من قبل إدارة المواصلات في عام 1988، وقد كان هذا علامة على أن BR-319 أصبحت غير قادرة على الوصول إلى الحافلات والمركبات العامة الأخرى، ولكن منذ عام 2015 بدأ برنامج الصيانة لتحسين الطريق، ولم تتم الموافقة بعد على مشروع "إعادة الإعمار" الذي سيبني ويمهد طريقاً جديداً على نفس الطريق، ومع أزمة الأكسجين في ماناوس، انتهزت الإدارة الوطنية للبنية التحتية للمواصلات الفرصة لإرسال قافلة شاحنات مزودة بإمدادات الأكسجين لمدة يومين لماناوس، مصحوبة بجرافة وآلات أخرى لسحب الشاحنات من الوحل عندما علقت، والتي بالطبع فعلت ذلك، ووصلت الشاحنات إلى ماناوس بعد رحلة استغرقت ثلاثة أيام ولم يتم إرسال أي قوافل شاحنات أخرى، كونه قد تم تحقيق هدف التغطية الإعلامية.

وتؤكد الجماعات البيئية أن عدم وجود الطريق السريع BR-319 ليس سبب نقص الأكسجين، بل هو عدم اتخاذ إجراءات من قبل السلطات لطلب شحنات الأكسجين في الوقت المناسب، حيث علمت حكومة الولاية أن إمدادات الأكسجين سوف تنفذ منذ تشرين الثاني 2020، وتم تحذير وزارة الصحة التابعة للحكومة الفيدرالية قبل خمسة أيام من نفاد إمدادات الأكسجين في 14 كانون الثاني.