تعرضت امرأة مصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد لبتر 3 أصابع في يدها التي أصيبت بالغرغرينا وتحولت إلى اللون الأسود بسبب تدمير أوعيتها الدموية جراء إصابتها بفيروس كورونا
وأظهرت صور مروعة نشرت في المجلة الأوروبية لجراحة الأوعية الدموية كيف تحولت أصابع الامرأة المجهولة البالغة من العمر 86 عاما إلى اللون الأسود.
ووصف الأطباء في إيطاليا، الذين اضطروا إلى بتر أصابع المرأة المصابة بالغرغرينا، حالتها بأنها "مظهر خطير" للإصابة بفيروس كورونا.
والجدير بالذكر أنه قد تم ملاحظة إصابة العديد من المرضى المصابين بفيروس كورونا لأضرار جسيمة في أوعيتهم الدموية، مما تسبب في انسداد خطير وجلطات دموية.
أعراض فيروس كورونا
وعلى الرغم من أن الخبراء غير متأكدين من سبب تسبب فيروس كورونا في حدوث تلك الانسدادات، إلا أن النظرية السائدة هي أن ذلك يحدث نتيجة رد فعل مناعي مفرط يسمى "عاصفة السيتوكين"، التي يهاجم فيها الجسم أنسجته السليمة.
ويعتقد الأطباء أن المريضة الإيطالية قد عانت من جلطات دموية وانسدادات في أوعيتها الدموية بعد إصابتها بفيروس كورونا، مما أدى إلى حدوث انقطاع الدورة الدموية عن أصابعها.
والجدير بالذكر أنه عندما تصل الاستجابة المناعية إلى مستويات مفرطة، يمكن أن تتلف الأنسجة السليمة في الجسم، وإذا ما تأثرت الأوعية الدموية بهذه الحالية فإنها يمكن أن تتراخى مما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وزيادة فرصة تكوين الجلطات الدموية فيها.
كما وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يحتاج فيها أحد المصابين بفيروس كورونا التاجي المستجد إلى بتر أصابعه.
وتعرض رجل يبلغ من العمر 54 عاماً من استوديو سيتي بولاية كاليفورنيا، لبتر إصبعين نتيجة لتلف شديد في الأنسجة والعضلات بعد إصابته بفيروس كورونا خلال رحلة تزلج مع مجموعة من أصدقاءه في شمال إيطاليا خلال شهر فبراير من العام الماضي.
وفي غضون ذلك، فقد أب لطفلين، من كارديف في ويلز، إبهامه الأيسر والسبابة ونصف إصبع خلال العام الماضي بعد إصابته بفيروس كورونا، وقضى 61 يوم في العناية المركزة بسبب حاجته إلى استخدام جهاز التنفس الصناعي.
وبحسب ما ورد، فقد تم وصف أدوية مسيلة للدم في شهر مارس الماضي للمرأة الإيطالية التي نشرت قصتها في المجلة الأوروبية لجراحة الأوعية الدموية، وذلك بعد أن لاحظ الأطباء أنها تعاني من نقص حاد في تدفق الدم إلى قلبها، الأمر الذي يحدث عادة بسبب الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، حيث تمنع تلك الأدوية الصفائح الدموية وخلايا تخثر الدم من التكتل معاً وتشكيل الجلطات.
كما وقام الأطباء في بلدة فيرمو، الواقعة على ساحل البحر الأدرياتيكي (أحد فروع البحر الأبيض المتوسط)، الواقعة على بعد 250 كيلومتر شمالي روما، بفحص المرأة بحثاً عن فيروس كورونا بسبب تفشي الفيروس في منطقتها، وكانت نتيجة الاختبار إيجابية، لكنها لم يكن لديها أعراض شائعة لفيروس كورونا، بما في ذلك الحمى والسعال وفقدان أو تغير في حاستي الشم أو التذوق.
وبعد شهر من تشخيص إصابتها بالفيروس، عادت المرأة إلى المستشفى بعد أن تحول لون إصبع السبابة والخنصر والبنصر في يدها اليمنى إلى اللون الأسود، حيث كانت قد أصيبت بالغرغرينا الجافة التي تنتج عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء معين من الجسم لفترة طويلة.
ولمعرفة سبب إصابتها بالغرغرينا، خضعت المرأة لاختبار لفحص سرعة وصحة تدفق الدم في جسمها، حيث وجد الأطباء أنها تعاني من ضغط منخفض في الشرايين اليدوية الأساسية، وهي أوعية صغيرة تنتقل عبر راحة اليد وتتفرع لتزويد الأصابع بالدم.
كما وأوضح الأطباء أنهم قاموا بإعطائها عقار الهيبارين، وهو مضاد للتجلط يستخدم لمنع تجلط الدم وعلاج النوبات القلبية، ثم قام الجراحون ببتر أصابعها الثلاثة، وعندما قام الخبراء بفحص الأنسجة الميتة تحت المجهر، لاحظوا وجود علامات تجلط دموي داخل الأوعية الدموية فيها.
وتجدر الإشارة إلى أن حالة التخثر الدموي هذه تحدث عندما تتطور الجلطات الدموية في الشرايين والأوردة، والتي يمكن أن تسد شرايين القلب مسببة النوبة القلبية)، أو تسد شرايين الدماغ مسببة السكتة الدماغية) أو تسد شرايين الرئتين مسببة الإنصمام الرئوي.
كما ويتضمن تخثر الدم سلسلة من الخطوات، تعرف أولها باسم "التنشيط"، الذي يحدث عندما تتجمع الصفائح الدموية معا وتتجلط.
وقال البروفيسور غراهام كوك، المشارك في المعهد الوطني للبحوث الصحية التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية: من المهم ملاحظة أن فيروس كورونا مرض متعدد الأنظمة. وأنا أعتقد أن إحدى السمات التي تفصله عن الأمراض الفيروسية الشديدة الأخرى هي هذه الحالة الأكثر قابلية للتخثر، والتي يبدو أنها مرتبطة بمرض لاحق. حيث تحدث حالة فرط التخثر عندما يتخثر الدم أكثر من اللازم، ويمكن أن يكون جزءا من اضطراب في الدم أو ناتجا عن الأدوية أو السرطان أو النوبات القلبية أو فيروس نقص المناعة البشرية على سبيل المثال".
وأضاف كوك: "إنه أمر خطير حقاً، فهو يمكن أن يؤدي إلى تكوين جلطة دموية في الأوردة، والتي يمكن أن تنتقل عبر مجرى الدم وتسبب تجلط الأوردة العميقة، مثل جلطة دموية في أوردة الحوض أو الساق أو الذراع أو الكبد أو الأمعاء أو الكلى أو الانسداد الرئوي، أو يزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية أو حدوث ألم شديد في الساق أو صعوبة في المشي أو حتى فقدان أحد الأطراف".
وتجدر الإشارة إلى أن الأطباء قد أوضحوا أنهم لاحظوا وجود عدد كبير من مرضى فيروس كورونا الذين يعانون من مشاكل تخثر الدم، مما أثار القلق من أن المرض يستهدف الأوعية الدموية وبجانب الجهاز التنفسي.
كما وقدر البروفيسور روبن آريا، من جامعة كينجز كوليدج لندن، في شهر مايو الماضي أن ما يصل إلى 30 % من مرضى فيروس كورونا الذين تم إدخالهم إلى المستشفيات لديهم جلطات دموية، حيث قال لهيئة البث والإذاعة البريطانية BBC: "أعتقد أنه أصبح من الواضح أن الجلطة هي مشكلة رئيسية".
المصدر: صحيفة الديلي ميل