خبراء بريطانيون: الولايات المتحدة شريك غير موثوق به

أخبار

خبراء بريطانيون: الولايات المتحدة شريك غير موثوق به للعودة إلى الاتفاق النووي

13 شباط 2021 11:32

يرى خبراء ومفكرين بريطانيين، أن كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي أثبتا أنهما ليسا شريكين جديرين بالثقة في تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

لذلك وحسب الخبراء فإن واشنطن هي التي يجب أن تتخذ الخطوة الأولى للعودة إلى الاتفاقية الدولية.

ويعتقد محلل سياسي بريطاني ومبعوث المملكة المتحدة السابق إلى دمشق ومحرر في صحيفة الإندبندنت أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لم يفعلوا شيئاً لمنع انسحاب إدارة ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، لذلك من المتوقع الآن أن يقوموا بعكس الموقف.

والجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن قد سبق أن انتقد السياسات الخارجية لسلفه دونالد ترامب، خاصة بشأن انسحابه من خطة العمل الشاملة المشتركة، خلال حملات الانتخابات الرئاسية لعام 2020، لكن الإدارة الحالية لم تفعل شيئاً ملموساً للعودة إلى الصفقة، بل وأنها قد وضعت شروطا للعودة إلى الاتفاقية أيضاً.

وأكد بايدن أن بلاده لن تعود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة حتى توقف إيران تخصيب اليورانيوم، كما وحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إيران على الالتزام بالتزاماتها بموجب الاتفاقية، الأمر الذي يعتبره الخبراء غير معقولا بدرجة كبيرة.

أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الموقعة على خطة العمل الشاملة المشتركة، فقد سبق أن قالوا أنهم سيعوضون الخسائر التي لحقت بإيران بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاقية، لكنهم لم يفعلوا شيئا ملموسا حتى الآن وكتفوا بإرسال إشارات غامضة حتى في هذه المرحلة.

ودعت ألمانيا إلى عقد اتفاق أكبر مع إيران بشأن قوتها الصاروخية والتطورات في منطقة غرب آسيا، بينما قدمت فرنسا نفسها على أنها وسيط مخلص، داعية إلى مشاركة المملكة العربية السعودية والنظام الصهيوني في المفاوضات المستقبلية بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة.

وفي هذا الصدد، أجرت وكالة "إيرنا" مقابلة مع ثلاثة خبراء سياسيين أعربوا عن شكوكهم في مصداقية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن الاتفاق النووي الإيراني.

وقال رودني شكسبير، المحلل السياسي البريطاني، أن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي قد انتهكا الاتفاق النووي عن عمد، وأنهما ليسا شريكين جديرين بالثقة.

ونتيجة للعقوبات الأمريكية أحادية الجانب على إيران، فقد اقتصاد البلاد مليارات الدولارات منذ عامين، وتم اغتيال اللواء الإيراني البارز قاسم سليماني، والعالم النووي محسن فخري زاده، وفقدان آلاف الإيرانيين لحياتهم بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية بسبب الحظر وهذه العقوبات غير القانونية.

بالإضافة إلى ذلك، أكد شكسبير أنه حتى قيام كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بتعويض الخسائر التي لحقت بإيران، فلن يكون هناك ثقة بهم.

كما وقال السفير البريطاني السابق في سوريا بيتر فورد، أنه من الواضح أن الطرف الذي انسحب بشكل أحادي الجانب من خطة العمل الشاملة المشتركة يجب أن يتخذ الخطوة الأولى للعودة إليها.

مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي والترويكا الأوروبية، بما في ذلك المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي، من المتوقع أن يمهدوا الطريق لإعادة خطة العمل الشاملة المشتركة إلى وضعها الطبيعي ومسارها الصحيح.

لكن الوضع الحالي حسب فورد يظهر أن ذلك يعتبر أملا بعيد المنال، لأن اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الوجود السعودي والإسرائيلي في محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة المقبلة يمكن أن يقوض جديته في هذا الصدد.

ومن جانبه يعتقد كيم سينغوبتا، محرر شؤون الدفاع والأمن في صحيفة الإندبندنت، أنه يجب على الولايات المتحدة الأمريكية اتخاذ الخطوة الأولى للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة من أجل إظهار أن واشنطن جادة في العودة إلى الاتفاقية النووية.

ولتحقيق هذه الغاية، يمكن للولايات المتحدة تمهيد الطريق لتقديم قرض من صندوق النقد الدولي لإيران ورفع العقوبات المفروضة على طهران وتسهيل شحن الأدوية إلى الدولة الإسلامية.

ومع ذلك، أعلن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي أن الجمهورية الإسلامية ستعود إلى التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، بمجرد أن ترفع الولايات المتحدة الأمريكية جميع العقوبات المفروضة ضد إيران عملياً.

المصدر: وكالة إيرنا