العلوم

السفر النشط قد يساعد في خفض انبعاثات الكربون ومعالجة أزمة المناخ

14 شباط 2021 03:03

بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية، فإن التخلي عن السيارة في التنقل اليومي مرة واحدة فقط في الأسبوع يمكن أن يقلل بشكل كبير من انبعاثات الكربون، حيث أفاد خبراء في إمبريال كوليدج لندن أن "السفر النشط"، مثل المشي وركوب الدراجات، يمكن أن يساعد في معالجة أزمة المناخ.

وجد الباحثون أن التحول إلى السفر النشط يمكن أن يوفر ما يصل إلى ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن النقل.

هذه الدراسة هي الأولى من نوعها للتحقيق في تأثير تغيير نمط الحياة في المدينة على خفض الكربون، وتشير النتائج إلى أن الزيادات في التنقل النشط يمكن أن تقلل من البصمة الكربونية في المدن الأوروبية التي يوجد فيها بالفعل عدد كبير من الأشخاص الذين يمشون ويقودون الدراجة.

وقالت الدكتورة أودري دي نازيل، المؤلفة المشاركة في الدراسة: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه حتى لو لم يكن بالإمكان استبدال جميع رحلات السيارات برحلات الدراجات، فإن احتمالية خفض الانبعاثات هائلة، وهذا دليل آخر على الفوائد المتعددة للسفر النشط، إلى جانب دراساتنا السابقة التي تُظهر أن ركوب الدراجات هو أفضل طريقة للتجول في المدن من أجل الصحة البدنية والعقلية، وأن تشجيع ركوب الدراجات يساعد في معالجة السمنة، ولذلك يجب أن يشجع هذا القطاعات المختلفة على العمل معاً لخلق مستقبل مرغوب فيه من وجهات نظر صحية وبيئية واجتماعية متعددة. "

ركزت الدراسة على ما يقرب من 2000 شخص في سبع مدن أوروبية، حيث جمع الفريق بيانات حول سلوك السفر اليومي للمشاركين، بالإضافة إلى معلومات حول موقع منازلهم وأماكن عملهم.

استخدم الخبراء النمذجة الإحصائية لتحليل كيف يمكن للتغييرات في نمط السفر اليومي أن تؤثر على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالمرور.

وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور كريستيان براند: "لقد وجدنا أن أولئك الذين يغيرون رحلة واحدة فقط يومياً من قيادة السيارة إلى ركوب الدراجات يقللون من انبعاثات الكربون بنحو 0.5 طن على مدار العام، وهو ما يمثل حصة كبيرة من متوسط ​​انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد". 

"فإذا قام 10٪ فقط من السكان بتغيير سلوك السفر، فإن وفورات الانبعاثات ستكون حوالي 4٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في دورة الحياة من جميع رحلات السفر بالسيارات."

كما كشفت الدراسة أن الأفراد الذين قاموا بالفعل بركوب الدراجة عوضاً عن السيارة لديهم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أقل بنسبة 84 في المائة من جميع الرحلات اليومية مقارنة بغير راكبي الدراجات، وكانت أكبر فوائد التحول إلى وسائل النقل النشطة هي السفر بغرض العمل، تليها الرحلات الترفيهية والانتقال إلى العمل أو مكان الدراسة.

وقال الدكتور براند: "تتمثل الاستجابة النموذجية لأزمة المناخ في القيام بشيء ما، مثل زراعة المزيد من الأشجار، أو التحول إلى استخدام السيارات الكهربائية، فعلى الرغم من أن هذه الأمور مهمة وفعالة، إلا أنها ليست كافية ولا سريعة بما يكفي لتلبية أهدافنا المناخية الطموحة".