لايزال موضوع توافر الأدوية متصدراً للمشهد اللبناني وسط أزمة اقتصادية ومالية خانقة، حيث أن القصص المتداولة كثيرة فتارة يتوافر الدواء وتارة يفقد، ليصبح البحث عنه جزءاً من حياة اللبناني اليومية.
وآخر تلك القصص هي مايعانيه اللبنانيون والصيادلة مع دواء «بنادول»الذي اختفت بعض أنواعه عن رفوف الصيدليات.
وبعد أن كان البنادول متوافراً بكثرة في كل البيوت، أصبح اليوم قطعاً نادراً للغاية، وإن وجد بات يشترى بالظرف لا بالعلبة، نظراً لسياسة الصيادلة في توفير الدواء لأكبر شريحة ممكنة.
إذ تعمد شركة سادكو الوكيل الرسمي لبانادول في لبنان إلى إعطاء كل صيدلية حاجتها مرة واحدة في الشهر، وهي نصف الكمية التي كانت تأخذها الصيدليات سابقاً.
مصدر في سادكو يقول أن الكميات المتوافرة اليوم من البنادولول لدينا تكفي لـ 23 يوماً كحدّ أقصى، مشيراً إلى أن هذه المدة لا تطال كل أنواع البنادول، إذ إن هناك أنواعاً يكفي الستوك فيها ستة أيام مثل بنادول الـ 24 حبة و21 يوماً للبنادول الـ 72 حبة.
وأضاف المصدرأن هناك أنواع أخرى مقطوعة منذ شهرين «مثل بنادول نايت».
هناك سبب آخر يجبر الشركة على التقنين وهو أن الشركة الأم ترشد هي الأخرى في الدواء بسبب زيادة الطلب العالمي عليه، الأمر الذي يدفعها إلى التقنين لتخطي المرحلة الحرجة.
بدوره، عبر نقيب الصيادلة في لبنان، غسان الأمين عن الوضع بالقول أن «التهافت اليوم على البنادول وغيره من الأدوية يفوق الطلب بـ 5 أو 6 أضعاف».
بحسب الأمين، كان يمكن تفادي هذه المشكلة «بنسبة 90%»، في حالة واحدة «لو أن مصرف لبنان قال للناس إنه لن يرفع الدعم عن الأصناف التي تشبه البنادول، لأن العملية ما رح تكلفوا شي».