تغير المناخ يؤثر على الثروة الحيوانية بشكل أسرع من المتوقع

يمكن أن يكون لارتفاع درجات الحرارة تأثير كبير على إنتاج الثروة الحيوانية من اللحوم والألبان في شرق إفريقيا، وفقاً للدراسة الجديدة، ومن المتوقع أن يؤدي الطقس الأكثر حرارة ورطوبة إلى خلق ظروف غير مناسبة للأبقار الحلوب والأبقار والأغنام والماعز والخنازير والدواجن.

وأوضح الباحثون أن الإجهاد الحراري في هذه الحيوانات سيحدث بشكل متكرر ولفترات أطول، وفي تحليل للبيانات من 1981 إلى 2010 ، وجدوا أن الماشية قد تعرضت بالفعل بشكل تدريجي للضغط الحراري.

تشير التوقعات إلى أن الظروف البيئية ستزداد سوءاً بشكل كبير، الأمر الذي سيكون له تداعيات خطيرة على الثروة الحيوانية.

وقال خبير الثروة الحيوانية آن نوتنبيرت: "كنا نعلم أن تغير المناخ سيؤدي إلى مشاكل للحيوانات، لكننا فوجئنا بحجم التغيير، يجب أن تؤخذ تدابير التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه بعين الاعتبار في القرارات والاستراتيجيات الخاصة بالإنتاج الحيواني".

لاحظ مؤلفو الدراسة أن ما يصل إلى 19 في المائة من إنتاج اللحوم والحليب الحالي يحدث في المناطق التي من المحتمل أن تزداد فيها ظروف الإجهاد الحراري الخطيرة من 2071 إلى 2100.

وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ، ستصبح معظم مناطق شرق إفريقيا غير مناسبة لإنتاج الخنازير والدواجن والأبقار الحلوب بالمعدل الحالي للاحتباس الحراري.

وبناءً على التوقعات المناخية، وجد الخبراء أن إنتاج الألبان سيكون الأكثر تضرراً في جنوب السودان والأجزاء الجنوبية من إريتريا والأجزاء الشرقية والشمالية الغربية من كينيا. هذا ويتم اتخاذ إجراءات لحماية قطاع الخنازير في أجزاء من أوغندا، حيث ينتشر الإجهاد الحراري بالفعل.

وقال المؤلف المشارك للدراسة كلاوس باترباخ - باهل من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية: "هذه الورقة هي جرس إنذار لواضعي السياسات وأي شخص يعمل في مجال الثروة الحيوانية في المنطقة الاستوائية، ففي شرق إفريقيا، حيث يكون استهلاك البروتين منخفضاً بالفعل، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم حالة الأمن الغذائي". 

ووفقاً للباحثين، فإن التكيف مع المناخ جيد الاستهداف والقائم على الأدلة سيمكن إنتاج الثروة الحيوانية من الاستمرار والتوسع في جميع أنحاء شرق إفريقيا، وتشمل هذه التدابير تحديد سلالات الحيوانات المنتجة التي تتكيف مع الحرارة.

وقال نوتنبيرت: "هولشتاين فريزيانز، هي سلالة مستوردة شهيرة، ليست من السكان الأصليين لأفريقيا، وعلى الرغم من أنها تنتج حليباً أكثر من السلالات المحلية، إلا أنها لا تتأقلم جيداً مع الحرارة، لجعل الإنتاج الحيواني أكثر كفاءة من الناحية البيئية، نحتاج إلى سلالات يمكنها التعامل مع ارتفاع درجات الحرارة بينما تنتج في نفس الوقت المزيد من اللحوم والألبان". 

وبالإضافة إلى التربية، هناك استراتيجيات تخفيف أخرى يمكن أخذها بعين الاعتبار لمساعدة الحيوانات على التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة، مثل توفير المأوى لهم، أو المناطق المظللة، أو الوصول بشكل أفضل إلى مصادر المياه.