تجنب الإجهاد الحراري وضربات الشمس ... دليل شامل لحماية نفسك وأسرتك من الحرارة الشديدة

الإجهاد الحراري

صدر الكثير من التقارير المقلقة عن حالات الوفاة في مختلف أنحاء العالم بسبب  ضربة الشمس هذا الصيف، ووفقا لتقرير حديث صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن أحداث الحرارة القصوى تتزايد من حيث التكرار والمدة، وتؤثر على عدد أكبر من الناس، ولكن لماذا يحدث هذا وكيف يمكننا اكتشاف ما إذا كان أحد أصدقائنا أو أفراد عائلتنا معرضا للخطر؟

ما الذي يحدث في أجسامنا عند ارتفاع درجة حرارتنا؟

ينتج الإجهاد الحراري عن تراكم الحرارة في أجسامنا بسبب الجهد البدني، على سبيل المثال الركض في سباق 5 كيلومترات أو القيام بمهام يدوية شاقة، أو نتيجة للضغوطات البيئية الخارجية، ويتأثر الإجهاد الحراري بالإشعاع الشمسي ودرجة حرارة الهواء والرطوبة النسبية وسرعة الرياح، وبالإضافة إلى ذلك، يتأثر بالمدى الذي اعتاد فيه الشخص على المناخ (المعروف بالتكيف)، ونوع العمل الذي يقوم به، ومدى الإجهاد الذي يتعرض له، والملابس التي يرتديها.

الإنسان من الكائنات متساوية الحرارة، وهذا يعني أننا يجب أن نحافظ على درجة حرارة الجسم الداخلية ثابتة عند حوالي 37 درجة مئوية، وإذا وصلت درجة حرارة الجسم الداخلية إلى حوالي 42 درجة مئوية، فإن أعضاءنا الحيوية تبدأ في التوقف عن العمل، وقد يؤدي ذلك إلى مرض شديد وحتى الموت، ويقول العلماء أنه هناك 27 طريقة يمكن أن يموت بها الشخص من الحرارة الشديدة، وتشمل انخفاض تدفق الدم وتلف الدماغ والقلب والرئتين.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالإجهاد الحراري؟

أولئك الذين لديهم حدود في قدرتهم على تنظيم درجة حرارة الجسم الأساسية، والمعروفة باسم التنظيم الحراري، وأولئك الذين لديهم قدرة أقل على البحث عن وسائل التبريد والوصول إليها، يكونون أكثر عرضة للخطر، ويشمل ذلك الأطفال والرضع، والأشخاص فوق سن 65 عامًا، والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية موجودة مسبقًا، والنساء الحوامل، والعمال في الهواء الطلق.

ما هي الأمراض الناتجة عن الحرارة؟

تحدث الأمراض الناتجة عن الحرارة عندما يكون خطر الإجهاد الحراري مرتفعا، ويبدأ الشخص في الشعور بالتعب، وهناك عدة أنواع مختلفة من الأمراض الناتجة عن الحرارة، وغالبا ما تحدث مع الجفاف، وتشمل هذه الأمراض: "الإغماء الحراري" - الذي يحدث نتيجة التعرق الزائد، "التشنج الحراري" - أو فرط التنفس، وتشنجات الحرارة والإجهاد الحراري.

نوع آخر شائع من الأمراض الناتجة عن الحرارة هو ضربة الشمس، التي تحدث عندما لا يستطيع الجسم التحكم في درجة حرارته الداخلية، وتنقسم ضربة الشمس إلى نوعين: ضربة الشمس الناتجة عن الجهد، والتي تحدث بسبب ممارسة التمارين الشاقة، وضربة الشمس الكلاسيكية، التي تحدث نتيجة التعرض السلبي للحرارة البيئية الشديدة.

ماذا أفعل إذا اعتقدت أن شخصا ما يعاني من ضربة الشمس؟

أول شيء يجب القيام به هو، إذا فقد الشخص الوعي أو كان يواجه صعوبة في التركيز أو التنفس، يجب طلب المشورة الطبية فورا، وإذا كان الشخص واعيا تماما لكنه يشعر بالتعب أو الحرارة المفرطة أو الغثيان، فعليه أن يبرد نفسه ويرطب جسمه في أقرب وقت ممكن.

أفضل طريقة لتبريد شخص ما في أقصر وقت هي غمره في ماء بارد مثل حوض الاستحمام أو الدش أو حمام السباحة، ولكن يجب توخي الحذر لعدم استخدام ماء بارد جدًا لأن ذلك قد يؤدي إلى صدمة البرد التي قد تسبب تغييرات مفاجئة في التنفس ومعدل ضربات القلب وضغط الدم، ولذلك لا يوجد فائدة من استخدام ماء شديد البرودة أو إضافة الثلج إلى الماء.

إذا لم يكن بالإمكان غمر الشخص بالكامل في الماء، فإن تبريد أقدامه أو يديه أو مؤخرة رقبته ووجهه يمكن أن يساعد أيضًا في خفض درجة حرارة جسمه الأساسية.

كما سيحتاج الشخص إلى تعويض المعادن والمياه التي فقدها من جسمه عبر العرق نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إعطائه مشروبًا رياضيًا لتعويض السوائل في جسمه، والشوارد، والأملاح.

كيف يمكن منع الأمراض الناتجة عن الحرارة؟

في كثير من الحالات، يمكن الوقاية من الأمراض الناتجة عن الحرارة، وفي العديد من البلدان، أصبحت خطط الصحة الحرارية تُستخدم بشكل متزايد لإصدار التحذيرات والاستعداد لفترات الحرارة القصوى، وتشمل النصائح المعتادة الابتعاد عن حرارة النهار عن طريق البقاء في مكان أكثر برودة بين الساعة 12 ظهرًا و5 مساءً والبقاء رطبًا - خلافًا للاعتقاد الشائع، فإن المشروبات الساخنة فعالة تمامًا مثل الباردة، حيث أن درجة الحرارة لها تأثير ضئيل على درجة حرارة الجسم الأساسية.

يمكنك أيضا تبريد جسمك عن طريق أخذ حمامات باردة وتبريد يديك وقدميك ووجهك بالماء البارد، كما يمكن تعزيز تدفق الهواء عبر منزلك بفتح النوافذ والأبواب عندما تكون درجة حرارة الهواء في الخارج أكثر برودة وغير معرضة لأشعة الشمس المباشرة، ويمكن أن يساعد سحب الستائر أو إغلاق النوافذ في حجب الحرارة والحفاظ على البرودة، وكذلك استخدام المراوح لتدوير الهواء.

موقع Science Focus