دعوى قضائية تلقي باللوم على المملكة العربية السعودية في الهجوم على قاعدة بنساكولا في فلوريدا

أخبار

عائلات ضحايا هجوم نفذه الضابط السعودي محمد الشمراني داخل قاعدة بنساكولا في فلوريدا تقاضي السعودية

23 شباط 2021 11:21

تقاضي عائلات ضحايا حادثة إطلاق النار التي حدثت عام 2019 في قاعدة عسكرية في فلوريدا المملكة العربية السعودية، بدعوى أن المملكة كانت تعلم أن منفذ الهجوم محمد سعيد الشمراني كان متطرفاً وكان بإمكانها منع حدوث الحادث في قاعدة بنساكولا الجوية البحرية في فلوريدا.

وتشير الدعوى القضائية على المملكة السعودية التي تم رفعها يوم أمس الاثنين أن المتدربين السعوديين كانوا على علم مسبق بخطط إطلاق النار التي قام بها زميلهم، لكنهم لم يفعلوا شيئاً لإيقافه.

هجوم على قاعدة بنساكولا العسكرية في فلوريدا

وبحسب ما ورد، تركز الدعوى على عملية إطلاق النار التي حدثت بتاريخ 6 ديسمبر 2019 في قاعدة بنساكولا الجوية البحرية، عندما أطلق محمد سعيد الشمراني النار على ثلاثة بحارة أمريكيين ما أدى لمقتلهم على الفور.

وتأتي الأنباء الأخيرة بعد تسعة أشهر من كشف المسؤولين الأمريكيين أن الشمراني، وهو ضابط في القوات الجوية السعودية، قد تواصل مع نشطاء القاعدة حول التخطيط وتكتيكات العملية في الأسابيع التي سبقت الهجوم، وأنه تحول إلى التطرف في الخارج قبل مجيئه إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في برنامج تدريب عسكري مشترك.

بالإضافة إلى ذلك، تلقي الدعوى بشبكة واسعة من اللوم على المملكة العربية السعودية، وذلك لأنها كانت على علم بارتباطات الشمراني بالقاعدة وتطرفه، لكنها فشلت في مراقبته أو الإشراف عليه أو الإبلاغ عنه.

كما وجاء في الدعوى أن محمد سعيد الشمراني قال لزملائه المتدربين السعوديين في حفل عشاء في الليلة السابقة للهجوم إنه خطط لتنفيذ عملية إطلاق النار في اليوم التالي، لكن بدلاً من الإبلاغ عن ذلك، تكتموا على الأمر وقام أحدهم بتصوير إطلاق النار أثناء وقوفه خارج المبنى، بينما شاهد اثنان آخران الحادثة الدموية من سيارة قريبة.

وقالت الدعوى: "لم يبلغ أي متدرب من سلاح الجو الملكي السعودي في موقع الهجوم عن سلوك الشمراني ولم يحاولوا إيقافه، وذلك ببساطة لأنهم دعموه".

كما وتقول الشكوى أيضاً أن المتدربين السعوديين كانوا على علم بأنه اشترى البندقية الآلية والذخيرة وخزنها في ثكنته، وأنه نشر مواد متطرفة وشاركها على وسائل التواصل الاجتماعي وشاهد مقاطع فيديو لإطلاق نار جماعي قبل تنفيذ الهجوم.

وتضيف الدعوة: "الشمراني حصان طروادة أرسلته بلاده المملكة العربية السعودية ووكيلها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، للتدريب على الطيران في قاعدة بنساكولا الجوية بولاية فلوريدا تحت رعاية برنامج مرتبط بالمليارات من الدولارات في مبيعات الأسلحة العسكرية من الولايات المتحدة إلى المملكة، لم يعرف الشعب الأمريكي أن مثل هذا الترتيب سيتحول إلى حادثة إرهابية مروعة".

بعد شهر واحد من إطلاق النار، أعلن المدعي العام آنذاك ويليام بار أنه تم إرسال 21 متدرباً سعودياً تبين أن لديهم مشاعر جهادية أو نشروا منشورات معادية للولايات المتحدة الأمريكية على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي أو كانوا يشاهدون المواد الإباحية للأطفال إلى بلادهم.

كما تطالب الدعوى القضائية بتعويضات مالية من المملكة العربية السعودية بموجب استثناء من القانون الذي يسمح برفع دعاوى قضائية ضد دول أجنبية بسبب أعمال إرهابية.

وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب قال للصحفيين أنه تحدث مع ملك المملكة العربية السعودية وأن المملكة ستساعد عائلات الضحايا "بشكل كبير للغاية"، إلا أن المملكة انتهكت الاتفاق بعدم تعويضهم أو التعامل معهم.

وتجدر الإشارة إلى أن الدعوى القضائية تأتي في الوقت الذي أشارت فيه إدارة بايدن إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه المملكة العربية السعودية بعد علاقة حميمة دامت على مدى السنوات الأربع الماضية بين ترامب وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أوفى الرئيس جو بايدن بالتزام حملته لإنهاء الدعم الأمريكي لحرب بقيادة السعودية على اليمن استمرت خمس سنوات.

ومع ذلك، أوضح أن الولايات المتحدة لن تتخلى تماماً عن مساعداتها العسكرية للمملكة العربية السعودية.

والجدير بالذكر أنه قد تم رفع الدعوى في المنطقة الشمالية لولاية فلوريدا نيابة عن عائلات الجنود الثلاثة الذين قتلوا والـ 13 جنديا الآخرين الذين أصيبوا بالحادث، بالإضافة إلى نواب الولاية.

ولم يرد متحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن على الفور على رسالة أرسلت بها بالبريد الإلكتروني لطلب التعليق يوم أمس الاثنين.

المصدر: وكالة أسوشيتيد برس