إذا سبق لك أن نظرت إلى وجه دلفين وشعرت للحظة أنهم يعرفون من أنت، فذلك لأنهم فضوليون بشكل طبيعي بطريقة مماثلة لنا نحن البشر.
في دراسة لعلم النفس الشخصي، تم العثور على دلافين قارورية الأنف لها خصائص مشابهة لكل من الرئيسيات والبشر، بالإضافة إلى بعض الأنواع الأخرى التي يبدو أنها كلها خاصة بهم، مما يلقي ضوء جديد على الضغوط التطورية التي تطور الشخصية.
عند عدم الإشارة إلى الثدييات الإفريقية الكبيرة، يشير "الخمسة الكبار" إلى سمات شخصية واسعة تميل إلى أن تكون مشتركة بين معظم الحيوانات الذكية، ويتم تعريفها على أنها الانفتاح والضمير والعصبية والانبساط والتوافق.
تمت دراسة هذه الخمسة الكبار في الشمبانزي والجرذان والآن الدلافين، وجميع الكائنات على الأرض تحمل بعض الاختلاف في هذه السمات، مع وجود نسخ تظهر هذه السمات أكثر من غيرها.
وفي دراسة حديثة عن الدلافين، نُشرت في مجلة علم النفس المقارن، درس الباحثون 134 دولفين مختلف عبر ثمانية منشآت مختلفة في العالم، حيث تم قياس الشخصية في 49 دلفين باستخدام استبيان مكون من 42 عنصر، وفي 85 دلفين باستخدام نسخة من الاستبيان التي تضمنت سبعة عناصر إضافية.
تم تحديد أربع سمات شخصية من خلال الاستبيانات، ثلاثة منها نموذجية لكل من الرئيسيات البشرية وغير البشرية: الانفتاح العالي: يُعرَّف على نطاق واسع بأنه الإبداع أو الفضول، والقبول المنخفض: عدم إعطاء الأولوية لسعادة الآخرين على سعادتك، والانبساط العالي: التواصل الاجتماعي.
غالباً ما تتم مناقشة مثل هذه السمات في علم النفس في العيادات، حيث يقول علماء نفس الشخصية مثل جوردان بيترسون أن التوافق المنخفض، الموجود في الدلافين على سبيل المثال، هو أمر نموذجي لدى الأشخاص الذين يطلبون زيادات كبيرة في العمل، في حين أن الشخص الذي يتمتع بدرجة عالية من القبول غالباً ما يواجه صعوبة في تسلق سلالم الشركات.
والرابع، الذي وصفه العلماء بـ التوجيه، كان فريداً بالنسبة للدلافين، ويبدو أنه مزيج من الوعي العالي، وهي سمة تميل إلى أن تكون عالية لدى الأشخاص مثل رواد الأعمال، وانخفاض العصبية.
أخيراً، وعلى عكس الرئيسيات الأخرى ولكن تماماً مثل البشر، افتقرت الدلافين إلى مجال هيمنة قوي.
لم يكن الباحثين متأكدين من سبب تطور الخمسة الكبار، وسيساعد توسيع مجال دراستهم، ليشمل المزيد والمزيد من الحيوانات، علماء النفس التطوري على تحديد المدة التي تطورت فيها هذه السمات على طول المسار التطوري.
تباعدت الدلافين عن الثدييات الأخرى قبل 95 مليون عام، مما يسمح لعلماء النفس التطوريين بوضع تطبيق الشخصيات الخمس الكبرى على الأقل في الخلف، وهم يعرفون الآن أيضاً أن تطور هذه الخصائص يمكن أن يحدث على الرغم من الاختلافات الواسعة في البيئة، مثل العيش على الأرض أو في الماء، وفي التنظيم الاجتماعي.