يترقب قارئوا السياسة بشغف لأي كشف بسيط يوضح الضباب الذي يحيط أجواء مطابخ السياسة الأمريكية بعهد الإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن من نهجها بما يخص الملف النووي الإيراني إلى وجودها في منطقة الشرق الأوسط بما فيها العراق تحديدا وهو ما كشفته الاتصالات الأخيرة بين رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس الأمريكي جو بايدن.
المحلل السياسي العراقي محمود الهاشمي بين لموقع النهضة نيوز أن أهم مايدور في خضم الإتصال بين جو بايدن ومصطفى الكاظمي هو كشف الدعم الذي ستقدمه الإدارة الأمريكية الجديدة للحكومة العراقية باعتبار أنه أول رئيس عربي يتم الاتصال معه من قبل الرئيس الأمريكي الجديد، أما الموضوع الرئيس الذي تم تبادله فانصب على تواجد القوات الأمريكية بالعراق ومدى إمكانية الحكومة العراقية في حماية هذه القوات من ضربات المقاومة، وكذلك إلى أي مدى يتقبل العراق إمكانية إبدال القوات الأمريكية بقوات (حلف الناتو) ومارد الحكومة العراقية على ذلك دون أن نعلم مارد رئيس مجلس الوزارء العراقي مصطفى الكاظمي على بايدن بهذه النقطة الأخيرة.
وأشار المحلل السياسي العراقي أنه لايمكن بحث التفاصيل عبر اتصال هاتفي في قضية التعاون الاستراتيجي ولكن الأهم كان رغبة جو بايدن أن يستمع إلى رد مناسب من الكاظمي بشأن (قوات حلف الناتو) كجزء من الاستراتيجية الأمريكية بالمنطقة بإبدال قواتها بقوات حلف الناتو وكذلك الى أي حد يمكن للحكومة العراقية أن تتعاون مع (أصدقاء امريكا) مثل الأردن ومصر ودول الخليج، ولاشك أيضا حاول أن يتفهم الموقف العراقي بشأن ملف (الاتفاق النووي ) وعودة الولايات المتحدة للتفاهم ثانية مع ايران.
وأشار المحلل السياسي العراقي محمود هاشمي إلى أن الحكومة العراقية الحالية امريكية في ثقافتها ومزاجها وتوجهاتها ولم يكن مجيئها عن رغبة الشعب العراقي ولا الكتل السياسية إنما هكذا حتمت الظروف الداخلية والخارجية بمجيئها، ولكن هي ليس مطلقة الرغبة بل تحكمها ضغوطات الشارع العراقي، والكتل السياسية ومجلس النواب وفصائل المقاومة والحشد الشعبي وكذلك الضغوطات الخارجية،لذا لايمكن لمصطفى الكاظمي أن يقفز على جميع هذه الموانع.
كما أوضح المحلل محمود هاشمي أن الجانب العراقي يصنع علاقة مع امريكا وفق مقاسه كما ان جو بايدن يفهم ضعف الكاظمي ومدى تأثيره على الداخل ويفهم كذلك الظروف الداخلية للعراق ،والتعرض للمصالح الاميركية بالعراق باستمرار .
كما أن أعداء أمريكا بالعراق يدركون التراجع الأمريكي وانحسار نفوذها بالمنطقة لذا يتعاملون مع الاحداث بهذه الرؤية !
وعن نستقبل العلاقات بين العراق وواشنطن رأى المحلل السياسي محمود الهاشمي أن أمريكا تدرك لايمكن للعراق أن يستغني عن استيراد الطاقة من ايران وحتى الان ليس هنالك من بدائل، وان الشعب العراقي لايمكن أن يتحمل الضغوط الامريكية بهذا الملف لذا من المرجح أن أمريكا تحاول أن تدعم حكومة الكاظمي عبر رفع هذه (الضغوطات ) على العراق
ولفت إلى أن سياسة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن تحاول ان تنسحب تدريجيا من منطقة الشرق الاوسط والذهاب إلى حيث المحيط الهادي والصراع مع الصين.
