باحثون يكشفون تأثير فيروس كورونا على خلايا عضلة القلب لدى المريض

علوم

فيروس كورونا يقتل خلايا عضلة القلب ويتداخل مع ضربات قلب المريض

6 آذار 2021 12:28

قدم باحثون من جامعة سانت لويس الأمريكية بعض المعلومات الهامة التي تشتد الحاجة إليها حول كيفية تأثير فيروس كورونا التاجي المستجد على قلب الإنسان.


وتم ربط الإصابة بفيروس كورونا بحدوث مضاعفات في عضلة القلب والأوعية الدموية لبعض الوقت، ولكن السبب الكامن وراء هذا الرابط كان لغزا محيرا للعلماء والأطباء حتى الآن.

وكان هناك العديد من التساؤلات حول كيفية تداخل فيروس كورونا مع نبضات قلب المرضى وتأثيره على خلايا عضلة القلب، وعلى سبيل المثال، تساءل الأطباء حول امكانية اصابة فيروس كورونا للقلب نفسه، أم أنه يتسبب في التهاب يؤثر على نظام القلب والأوعية الدموية فحسب؟

الآن، يقول الباحثون أن هناك دليلاً على أن فيروس كورونا لديه القدرة على الإصابة بالعدوى والتكاثر داخل خلايا عضلة القلب لدى الناقلين (الحاملين للفيروس).

تأثير فيروس كورونا على عضلت القلب

وهذه بالطبع أخبار سيئة للقلب، الذي يعاني من مشاكل في موت الخلايا وتقلص العضلات نتيجة لذلك. وسعياً وراء إجابة لاكتشاف المزيد حول هذا الأمر، استخدم الفريق الخلايا الجذعية لإنشاء أنسجة القلب كنموذج لإصابتها بعدوى فيروس كورونا ودراسة ما يحدث.

ومن جانبه يقول الدكتور كوري جيه لافين، المؤلف الرئيسي للدراسة: "في وقت مبكر من الوباء، كان لدينا دليل على أن هذا الفيروس التاجي يمكن أن يسبب قصوراً في عضلة القلب أو إصابة قلبية لدى الأشخاص الأصحاء بشكل عام، وهو ما كان ينذر بالخطر لمجتمع أمراض القلب ككل".

وأضاف: "حتى بعض الرياضيين الجامعيين الذين سمح لهم بالعودة إلى ممارسة ألعاب القوى التنافسية بعد إصابتهم وتعافيهم من فيروس كورونا، أظهروا لاحقاً حدوث تندب في عضلة القلب لديهم، مما أثار جدلا واسعا حول ما إذا كان ذلك قد حدث بسبب عدوى مباشرة لعضلة القلب أو بسبب الاستجابة الالتهابية الجهازية التي تحدث بسبب عدوى الرئة".

ولهذا يوضح الدكتور كوري جيه لافين "فإن دراستنا فريدة من نوعها كونها تظهر بشكل قاطع أن المرضى الذين أصيبوا بفيروس كورونا التاجي المستجد ثم عانوا من فشل أو أمراض في عضلة القلب، قد تعرضت عضلة القلب لديهم للإصابة المباشرة من الفيروس، والذي استهدف بشكل أساسي وخاص خلايا القلب".

• يمكن أن يكون فيروس كورونا قاتلاً صامتاً لعضلة القلب:

خلال الدراسة، استخدم الباحثون الخلايا الجذعية لإنشاء أنسجة تحاكي تقلصات عضلة القلب، وقد ساعدتهم هذه العملية على استنتاج أنه إلى جانب قتل خلايا عضلة القلب، يتدخل فيروس كورونا التاجي المستجد في آلية عمل القلب وتقلصه وبالتالي في انتظام نبضاته.

كما وتجدر الإشارة إلى أن مؤلفي الدراسة قد قالوا إن هذا التلف الذي يصيب عضلة القلب وخلاياه يمكن أن يحدث لأي فرد مصاب بفيروس كورونا، حتى لو لم تظهر عليه علامات التهاب جسدي أخرى.

وأوضح الدكتور لافين: "يمكن أن يكون الالتهاب ضربة ثانية فوق الضرر الذي يسببه الفيروس، لكن الالتهاب نفسه ليس السبب الأولي لتلف خلايا القلب".

على الرغم من أن هذا ليس أول فيروس يؤثر على القلب بلا شك، إلا أن فريق الباحثين قد أفاد بأنه لا يوجد شيء اعتيادي بالفعل عندما يتعلق الأمر بفيروس كورونا، قائلين إن هذا الفيروس يثير استجابة مناعية فريدة تختلف عن أي فيروس آخر يرتبط بعضلة القلب من قبل.

• يمكن أن يعاني المرضى من جميع الأعمار من تلف في القلب بسبب فيروس كورونا:

بالإضافة إلى ذلك، أكد الباحثون أن نتائج دراسة الخلايا الجذعية التي توصلوا إليها عندما فحصوا أنسجة القلب الحقيقية لأربعة مرضى مصابين بفيروس كورونا.

ويقول الدكتور لافين: "إن الشباب الذين ظهرت عليهم أعراض خفيفة للغاية يمكن أن يصابوا بمشاكل في القلب لاحقة مما يحد من قدرتهم على ممارسة الرياضة. كما أننا نريد أن نفهم ما يحدث حتى نتمكن من منعه أو معالجته، وفي غضون ذلك، نريد من الجميع أن يأخذوا هذا الفيروس على محمل الجد وأن يبذلوا قصارى جهدهم لاتخاذ الاحتياطات ووقف انتشاره، حتى لا يكون لدينا وباء أكبر من أمراض القلب التي لا يمكن الوقاية منه في المستقبل".

المصدر: موقع Study Finds