كشفت وسائل إعلام عبرية أن هناك زيادة حادة في عدد الجنود الإسرائيليين الذين يسعون للحصول على مساعدة مالية أو نفسية
ونقلت صحيفة هآرتس صباح اليوم عن ضباط كبار،تأكيدهم، أن عدد طلبات المساعدة المالية للجنود قد تضاعفت، كما ارتفع الطلب على خدمات الصحة العقلية بنسبة 60%.
وأوضحت الصحيفة أنه بسبب هذه الحاجة، تم زيادة ميزانية المساعدات المالية بملايين الشواكل في العام الماضي، مشيرةً إلى أن هذه الطلبات زادت بسبب أزمة كورونا.
وبينت الصحيفة أن زيادة الطلب على خدمات الصحة العقلية ترجع بشكل رئيسي إلى قلق الجنود على عائلاتهم الذين يعانون من صعوبات مالية.
بدوره أكد ضابط كبير من وحدات النخبة، إنه منذ 2020 كان هناك حوالي 30 بالمئة من الجنود بحاجة إلى مساعدات مالية، وأن معظمهم ممن يخدمون في مناصب إدارية، وأن معظم الجنود يطلبون المساعدة لعوائلهم.
ولفت الضابط إلى أنه يجري حاليًا الاستعداد لزيادة الطلب المتوقع على المساعدات المالية عقب تداعيات الأزمة الاقتصادية.
وأدت الأزمة الاقتصادية إلى إصابة العديد من المقاتلين بضائقة نفسية، وبحسب الضابط الكبير، فإن الزيادة في مطلب التحدث إلى مسؤول الصحة العقلية تتأثر باهتمامهم بأسرهم، وليس بالصعوبات الشخصية الناشئة عن الخدمة العسكرية.
وكانت وسائل إعلام عبرية ذكرت في وقت سابق ارتفاع حصيلة المصابين بفيروس كورونا في الجيش الإسرائيلي إلى 2400، مشيرة إلى أنه تم إغلاق كتيبة قتالية كاملة على خلفية الوباء.
وقالت "القناة 12" الخاصة أن الجيش الإسرائيلي أعلن ارتفاع إجمالي المصابين في صفوفه إلى 2400، وخضوع نحو 10 آلاف للحجر الصحي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع حصيلة المصابين في صفوفه إلى 1887، ما يعني أنه سجل أكثر من 500 إصابة جديدة خلال أقل من أسبوع.
وبحسب القناة، اكتشف الجيش الإسرائيلي عددا من بؤر التفشي الخطيرة في عدة قواعد عسكرية بأنحاء البلاد، أدت إلى إغلاق كتيبة قتالية كاملة".
واجه الجيش مشكلة على حدود قطاع غزة بعد إصابة نحو 30 مجندة، وإخضاع أخريات للحجر الصحي ما دفع الجيش للاستعاضة عنهن بتجنيد العشرات من قوات الاحتياط.
وحتى الآن، جرى تطعيم نحو 114 ألف جندي ضد كورونا، بينهم 26 ألفا حصلوا على الجرعة الثانية من اللقاح، وفق المصدر ذاته.
نقاش داخلي اسرائيلي حول تداعيات كورونا
قد يرى البعض أن إسرائيل من أكثر الدول في المنطقة استعداداً وجاهزيّة للتعامل مع التهديدات العسكريّة والأمنية حتّى تلك التي تطال الجبهة الداخليّة لهواجسها الأمنية والعسكرية الدائمة، إلّا أنّ التعاطي مع كورونا أمر مختلف تماماً، فهو تعامل مع تهديد مجهول، يشكّل تحديّاً مضاعفاً، في ظل تراجع القطاع الصحّي الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، نتيجة التركيز على أولويّات أخرى مثل الأمن القومي.
في المؤسسة العسكرية أثار جنرالات الجيش جدالات حادّة حول، التحديات الأمنية والعسكرية التي ستنعكس على إسرائيل نتاج أزمة كورونا، وضرورة صيانة قدرات الجيش لتفادي اضطرار إغلاق وحدات كاملة مثل الطيران العسكري والبحريّة ووحدات استخباراتيّة مختلفة، وتقديم الدعم والمساندة للنظام الصحّي والمدني والشرطة.
وهناك من يرى على عكس التقارير الإعلاميّة أنه لا تبرز عند المؤسسة العسكرية والأمنية ميول في تحمّل أعباء الوباء، فهي لا تملك أيّة أفضليّة على المنظمات المدنيّة مثل الصحّة والشرطة في التعامل مع أزمة صحيّة، كما لا تملك فهماً حقيقيّاً لكيفيّة إدارة الأزمات المدنيّة.