اعتبار لما قال السفير الإيراني في باكو (أذربيجان) ، السيد محسن باك آيين، فإن التطورات الأخيرة ضد برنامج إيران النووي في أوروبا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية ترجع إلى حد كبير إلى موقف إيران الثابت بشأن تنفيذ بيان المرشد الأعلى، والذي نص على أنه لن تعود إيران لالتزاماتها حتى يتم رفع العقوبات المفروضة عليها، وأنه عندما ترفع الولايات المتحدة العقوبات من الناحية العملية ويتم اختبار هذه المسألة بشكل صحيح، ستكون إيران مستعدة للوفاء بالتزاماتها بالكامل مرة أخرى.
وقال باك آيين : "بعد هذا الموقف الحازم من جانبنا، وكذلك سياسة إيران في تعليق تنفيذ البروتوكول الإضافي للبرنامج النووي، لسوء الحظ، تحولت أوروبا والولايات المتحدة مرة أخرى إلى الضغط على إيران بحسابات خاطئة. ففي البداية، أعلنوا أنهم يعتزمون تمرير قرار ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن إيران اتخذت موقفا حازما بشأن هذه القضية، قائلة أنه إذا ما حدث ذلك، فسوف يصبح الوضع أكثر تعقيدا وقد تتخذ إيران إجراءات جديدة.
كما أن معارضة بعض القوى الأخرى مثل روسيا والصين وكذلك بعض الدول الأوروبية بما في ذلك النمسا، دفعت الدول الأوروبية إلى سحب القرار المقترح ضد إيران، وكان هذا النهج الذي اتبعه الأوروبيون نهجا منطقيا منع تفاقم الوضع و تعقيد أزمة الصفقة النووية، لكن هذا لا يعني أنهم قاموا بعمل مرضٍ لإيران ".
وأضاف: لن تكون إيران راضية إلا عندما ترفع العقوبات كليا، وأعتقد أن التراجع عن هذا الموقف هو نقطة سلبية لإيران وسيسمح للغرب باتخاذ مزيد من الخطوات وزيادة الضغط على إيران تحت عناوين مثل حقوق الإنسان.
كما أن إلغاء البروتوكول الإضافي من الاتفاقية النووية من قبل إيران هو خطوة منطقية و عقلانية في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولدينا الحق بموجب المادة 36 من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أنه إذا لم يفي الطرف الآخر بالتزاماته، فسنقوم بذلك وبالتالي فإن ما قمنا به قانوني بشكل كامل، ومطلبنا مقبول تماما من المجتمع الدولي، فقد كان من المفترض أن نقبل القيود على شكل صفقة نووية، وأن يرفع الطرف الآخر جميع العقوبات المفروضة علينا في المقابل، وأن تصبح علاقتنا المالية مع العالم طبيعية.
وبالفعل طبقنا القيود، لكن الجانب الآخر لم يسمح بتطبيع علاقاتنا المالية مع العالم، لذلك كان لدينا الحق في تنحية قيودنا الأساسية جانبا".
وأضاف: "في الوضع الراهن، لا ينبغي السماح باستخدام روح الهيمنة الأمريكية و نهجها ضد إيران مرة أخرى خلال الرئاسة الأمريكية الجديدة، فعادة ما يتم دعم هذا النهج من قبل العديد من الدول الأوروبية، ويجب ألا نسمح بحدوث ذلك مرة أخرى، بل ويجب أن تستمر إيران في الوقوف بحزم وأن لا تتراجع عن موقفها حتى ترفع العقوبات وفق سياسات المرشد الأعلى.
وفي الوقت نفسه، لا يجب المماطلة مع الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا لأن رفع العقوبات و رضا إيران لا يبدو أنه أولوية بالنسبة للأمريكيين فلإدارة بايدن حاليا أولويات أخرى في الداخل و الخارج.
كما ولا ينبغي للمسؤولين الإيرانيين في هذا الموقف أن يتصرفوا بطريقة تجعل الناس ينتظرون في الخارج وأن يعلق اقتصاد البلاد بسبب قرارات الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أننا يجب أن نواصل نهج المرونة الاقتصادية وأن نتابع مطالبنا اليمينية، فسيصب هذا النهج في مصلحة الشعب الإيراني بلا شك".
المصدر: وكالة إيرنا الإيرانية