بقع من القطران الأسود وصلت إلى شاطىء صيدا

أخبار لبنان

بقع من القطران الأسود وصلت إلى شاطىء صيدا

13 آذار 2021 11:37

أعلن رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي "رصد بقع متفرقة من مادة القطران الأسود وانتشارها على الشاطىء الصيداوي، ولا سيما شمال المدينة وقبالة المسبح الشعبي، نتيجة التسرب النفطي الذي أعلن عن مصدره أواخر الشهر الفائت من الكيان الصهيوني والذي وصل إلى الساحل اللبناني بنسب متفاوتة".

ودعا المهندس محمد السعودي المواطنين إلى "عدم إرتياد الشاطىء، وأنه سيتم الإيعاز للفرق المختصة لإجراء عملية مسح وتحديد الضرر، والعمل على إزالة التلوث البيئي من الشاطىء الرملي، بالتعاون مع وزارة البيئة والجمعيات المختصة".

وسبق أن أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانيين، أنها “بعد أن قامت بتاريخ 25/2/2021 بإحاطة الأمم المتحدة علما بما أصاب الشاطىء اللبناني من تلوث كبير جراء تسرب مواد نفطية امتدت إليه بحرا من جهة فلسطين المحتلة، أحالت اليوم بناء لطلب رئيس مجلس الوزراء حسان دياب تقريرا أعدته الهيئة الوطنية للبحوث العلمية إلى مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفيرة امل مدللي لإيداعه المراجع المعنية في الأمم المتحدة. ويبين هذا التقرير حجم الاضرار التي يمكن وصفها بالكارثة البيئية وقد تستغرق عملية إزالتها سنوات طويلة”.

ولفتت الوزارة في بيانها إلى أنه “في هذا الاطار، وجه وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسون، طالبا المساعدة والمؤازرة التقنية للبنان، مشددا على ضرورة قيام الامم المتحدة بتحديد اسباب هذا التسرب ومن هي الجهة المسؤولة عنه، ليتمكن لبنان من المطالبة بالتعويض عن الأضرار البيئية الجسيمة التي لحقت به والتي تعتبر كارثة بيئية لا طاقة له على معالجتها والحد من اضرارها المتمادية”.

وسبق أن كشفت النائبة في البرلمان اللبناني، عناية عز الدين، أن كمية القطران التي انتشرت على شواطئ لبنان الجنوبية نتيجة الاعتداء الإسرائيلي البيئي عليها، تقدر بحوالي 2 طن.

وأشارت النائبة اللبنانية إلى أن عملية التنظيف شاقة، ومضنية، وتتطلب متابعة وتعاون بين ​البلديات​ والجمعيات الكشفية، والأهلية، والبيئية المحلية، والوطنية منها والدولية، على أمل إتمامها خلال 15 يوما.

وأوضحت أن العملية تتطلب الكثير من التجهيزات والأدوات لعملية التنظيف الدقيقة، وملابس الحماية للفرق العاملة، وأكياس لجمع وتوضيب المواد الملوثة"، مشددة على أنه "يتعين على الجهات الرسمية المساهمة بتأمينها، بعد أن قدمت بعضها ​قوات اليونيفيل​ وIUCN، وأنه يجب رفد المتطوعين بأيد عاملة إضافية لإنهاء المهمة بأسرع وقت ممكن".

وطالبت النائبة اللبنانية وزارتي ​البيئة​ والأشغال، بتحمل مسؤوليتهم في عملية توضيب المواد الناتجة عن عملية التنظيف، ووضع تصور للطريقة الفضلى للتخلص منها.

تشير المؤشرات الأولية إلى أن حادثة التسرب النفطي التي امتدت من الشاطئ الفلسطيني إلى لبنان، أدت إلى تضرر عدد كبير من الكائنات الحية على الشاطئ وفي الأعماق، في حادثة وصفها العدو الإسرائيلي بأنها الأكبر في تاريخ الكيان.

ووسط انطلاق الحملات الشعبية لإزالة آثار التسرب، يبقى السؤال الأهم ماهو مصدره، وهل هو ناتج عن تسرب عرضي من بواخر أو خزانات أو بسبب عمليات التنقيب والحفر؟ حيث أنه لايستبعد أن يكون ناتج عن أحد المواقع السرية التي يتم التنقيب فيها، وربما هذا التساؤل الأخير هو سبب تكتم الاحتلال عن المعلومات.

وفي حال ثبت أن التسرب ناتج عن عمليات التنقيب فنحن أمام كارثة حقيقية، لأن هذا يعني أن التدفق سيستمر لوقت طويل، وهذا يعود بنا إلى حادث التسرّب في خليج المكسيك عام 2010، حين لم تستطع شركة عملاقة كـ«بريتيش بتروليوم» السيطرة عليه إلا بعد 87 يوماً!

التقارير الأولية تشير إلى وجود مادة القطران بكثافة عالية قبالة الناقورة والبياضة ومحمية صور، وتخف كثافتها تدريجيا بدءاً من الشاطئ قبالة العباسية وتندر قبالة شاطئ عدلون.

وقدرت كميات الكتل النفطية التي تجمعت على رمل شاطئ صور بنحو طنين، علماً بأن روايات شهود أكّدت انتشار البقع في بعض الأماكن بعمق يراوح بين 70 و80 متراً عن الشاطئ، ورؤية بقع نفطية صغيرة على شاطئ الرملة البيضاء في بيروت.

ومن المرجح أن البقع بدأت بالوصول الى الشاطئ اللبناني بين 6 و10 شباط الماضي، عندما كانت اتجاهات الرياح جنوبية شرقية خلال العاصفة الماضية.

المسح الجوي أفاد بعدم وجود تسرب إلى الأعماق، الأمر الذي يعد جيداً بالنسبة للثروة السمكية.

ووفقاً لتجارب سابقة فإن التلوث النفطي قد يدوم لعشرات السنوات، وقد عثر على جيوب نفطية تحت قاع البحر قبالة الساحل الأميركي في ماساتشوستس بعد 30 عاماً على غرق ناقلة نفط قبالة الشاطئ.

ورشات التنظيف تقول أن تمشيط كتل القطران يكون سهلاً في الصباح الباكر حيث تكون متجمدة إلا أنها مع تعرضها لأشعة الشمس تتحلل وتبدأ بالسيلان وهنا تصبح إزالتها صعبة.

ومن المفترض أمام هذه الكارثة أن يبدأ لبنان بإجراءات رفع دعوى تعويض على إسرائيل أمام الأمم المتحدة.

وزير البيئة المستقيل دميانوس قطار لم يكن موجوداً في المشهد، ولم يُسجّل للوزارة المعنية أساساً بمثل هذه الكوارث أي نشاط.

وشهدت سواحل لبنان الجنوبية بتاريخ 22 شباط لتسرب نفطي قادم من قبالة سواحل إسرائيل، وكشف رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب، اليوم الإثنين، عن وصول تسرب نفطي من قبالة سواحل إسرائيل إلى شواطئ جنوب لبنان.

وأفادت وكالة الإعلام الوطنية رئيس الحكومة حسان دياب تابع قضية التسرب النفطي الذي تسببت فيه على ما يبدو سفينة عابرة، موضحة أنه وصل إلى الشواطئ اللبنانية في الجنوب".

وكلف حسان دياب كل من وزيري الدفاع والبيئة زينة عكر ودميانوس قطار والمجلس الوطني للبحوث العلمية، بمتابعة الموضوع.

كما طالب رئيس الحكومة بإعداد تقرير رسمي بخصوص الواقعة مقدما من قوات الطوارئ الدولية في لبنان.

وقال مسؤولون إسرائيليون، أمس الأحد، إنهم يحاولون تحديد السفينة المتسببة في التسرب الذي غطى جزءا كبيرا من ساحلها على البحر المتوسط بالقطران في كارثة بيئية قد تستغرق إزالة آثارها شهورا أو سنوات.

وتتواجد الرواسب السوداء اللزجة التي ظهرت على الشواطئ الإسرائيلية الآن في محمية طبيعية في مدينة صور بجنوب لبنان.