قال المحلل في الشأن السياسي والاقتصادي غسان جواد، إن الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تفجرت في لبنان بعد تاريخ 17 تشرين 2019 الذي شهد تظاهرات شعبية واسعة أدت إلى استقالة الحكومة اللبنانية وقتها.
وفي لقاء مع قناة " النبطية" أشار جواد إلى أن حالة الفساد والهدر وسوء الإدارة وموقع البلد الإستراتيجي على البحر المتوسط وقربه من الكيان الإسرائيلي بالإضافة إلى تصدير الأزمات إلى لبنان والضغوطات الخارجية وتأثيرات الحروب ومنها الحرب السورية والنزوح السوري وما ترتب عليها من نتائج، هي عوامل مجتمعة أدت إلى انهيار لبنان اقتصاديا.
وأكد أن نظام الطوائف، و عدم وجود مواطنة سليمة، واتباع الديمقراطية التوافقية جعلت لبنان يدفع الثمن غاليا بوقوعه بالفراغ السياسي.
وقال جواد، إن كل تلك الأحداث توضح أن نظام لبنان نظام مهترء غير قابل للحياة جعل البلد تعيش فوضى في الشارع و خلق سلطة عاجزة عن معالجة الفشل الاقتصادي.
واعتبر، أن لبنان للمرة الأولى يقف وحيدا أمام النموذج الطائفي والمحسوبيات والواسطة، دون اتفاق سياسي ولا تفاهمات ولا حتى مبادرة خارجية تساهم بالحل.
وفي سياق حديثه عن الأوضاع الداخلية، أشار جواد إلى الطرح الذي قدمه زعيم "حزب الله" حس نصر الله في خطابه أمس الجمعة، حول تحديد جوانب واضحة يمكن للبنانيين من خلالها التأسيس لمرحلة تشكيل الحكومة وما بعدها.
وأضاف، اليوم لبنان أمام خياران مهمان، الأول هو التسوية الظرفية والتفاهمات الإقليمية والدولية ( كالطائف والدوحة) وهي تسويات تتلاشى بتلاشي ظروفها، وغير متاحة اليوم.
والثاني هو، بناء دولة مواطنة حقيقية تفصل فيها الدولة عن الطائفة، واعتماد اللامركزية الإدارية لمساعد الناس بمختلف طوائفهم. وهذا يبدو مستحيلا ولكنه يؤسس لوطن حقيقي. بحسب تعبيره.
النهضة نيوز _ بيروت