المدعي العام الأمريكي الجديد ميريك جارلاند

أخبار

السبب الذي دعى كبار مسؤولي ترامب للكذب بشأن الصين وروسيا

21 آذار 2021 13:37

أدرك المدعي العام الأمريكي الجديد ميريك جارلاند الذي يتولى منصبه الأسبوع الماضي أنه سيواجه مجموعة صعبة وشبه ساحقة من المشاكل بلا شك، بما في ذلك إعادة بناء وزارة العدل بعد الحكم الحزبي المدمر لسلفه ويليام بار، والإشراف على مئات المحاكمات الفيدرالية لمتمردي 6 يناير، والتعامل مع فضيحة مخلفات نظام ترامب، والتي قد تنطوي في نهاية المطاف على لوائح اتهام ضد الرئيس السابق وشركائه وحتى أفراد عائلته.

لكن هذا الأسبوع، عملت مجلة The Raw Story بقضايا مثيرة للقلق بشكل أكبر، وتتطلب اهتماماً شديداً من جارلاند، وعندما أصدرت وزارة الأمن الداخلي ومدير المخابرات الوطنية تقاريرها التي رفعت عنها السرية عن التدخل الأجنبي في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، كانت النسخ السرية لتلك التقارير على مكتب المدعي العام عندما وصل في أول يوم عمل له، والتي تشير إلى أسوأ فضيحة استخباراتية أمريكية منذ التقارير الاستخباراتية الملفقة التي بررت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

المدعي العام الأمريكي الجديد ميريك جارلاند 

ولخص مكتب مدير المخابرات الوطنية آراء وكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون في البلاد فيما يتعلق بالتدخل الأجنبي في انتخابات 2020.

ووجدت وكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون الأمريكية أنه مرة أخرى، اتخذت روسيا إجراءات صارمة لمساعدة دونالد ترامب وحملته الرئاسية لإبقائه في السلطة بشكل صريح.

كما وجمع مسؤولو إنفاذ القانون ومحللو مكافحة التجسس أدلة قوية تظهر أن جهاز التجسس في الكرملين، بشقيه العسكري والمدني، قد استخدم شبكة ترامب من شركائه، بما في ذلك الجمهوريون في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، لنشر قصص كاذبة عن أوكرانيا وجو بايدن والحزب الديمقراطي.

وبحسب ما جاء في التقرير، فإن التوجيهات المرتبطة بالأمر جاءت من أعلى، حيث كتب في التقرير: "نحن نقدر أن الرئيس بوتين والدولة الروسية سمحا وقاما بعمليات التأثير ضد الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 بهدف تشويه سمعة الرئيس بايدن والحزب الديمقراطي بهدف دعم الرئيس السابق ترامب، وتقويض ثقة الجمهور في العملية الانتخابية، وتفاقم الانقسامات الاجتماعية والسياسية في الولايات المتحدة الأمريكية".

وكما هو متوقع، رفض التقرير الدعاية الخيالية التي نشرها محامو ترامب في أعقاب الانتخابات حول الكيانات الشيوعية الغامضة التي كانت تتحكم بطريقة ما في آلات التصويت، وأخذت مجاميع أصوات جو بايدن المبطنة من الخارج.

دونالد ترامب

وذكر في التقرير: "نحن على علم بالعديد من الادعاءات العامة بأن حكومة أجنبية واحدة أو أكثر، بما في ذلك فنزويلا أو كوبا أو الصين، تمتلك مدخلاً إلى البنية التحتية الانتخابية المستخدمة في الانتخابات الفيدرالية لعام 2020 أو تديرها أو تتحكم فيها، أو نفذت مخططا للتلاعب بالبنية التحتية للانتخابات أو تغييرها أو التلاعب في فرز الأصوات".

بالإضافة إلى ذلك، أوضح التقرير أن التحقيقات التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي لم تجد أي دليل على الإطلاق يدعم مزاعم محامي ترامب المذكورة أعلاه، دون أن يذكر سيدني باول أو رودي جولياني أو أيا من الشخصيات القانونية والإعلامية الأخرى التي روجت لتلك الأكاذيب.

وفي الحقيقة، قال المسؤولين أن فضح هذه الشخصيات السخيفة أمر ممتع، وقد يكون مثيراً للاهتمام لسلطات القضاء الحكومية ذات الاختصاص الأخلاقي عليهم، لكن التضمين الأكثر إثارة للقلق في التقرير يتعلق بسلوك المسؤولين الحكوميين الذين ضللوا الجمهور والكونغرس بشأن دور الصين وروسيا.

وخلال الصيف الماضي، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قام كبار مسؤولي إدارة ترامب، بمن فيهم الرئيس نفسه والمدعي العام آنذاك ويليام بار، ومدير المخابرات الوطنية آنذاك جون راتكليف ومستشار الأمن القومي آنذاك روبرت أوبراين، بتضليل الأمة الأمريكي علنا، وذلك من خلال نشر مزاعم كاذبة حول التدخل الصيني المزعوم.

وفي مناسبتين، أكد أوبراين أن وكالات الاستخبارات في بكين كانت تسعى للتأثير على الناخبين، حتى أكثر من الروس.

كما وزعم أن الصينيين قاموا بدور أكثر نشاطا بكثير من روسيا، قد قال بار الشيء نفسه، مستشهدا بمصادر "مخابراتية" أظهرت أن الصين اصبحت تحل محل روسيا كتهديد انتخابي.

وكذلك فعل راتكليف، الذي أثبت أنه صديق مقرب لترامب عندما أصر في التلفزيون الوطني على أن الصين تستخدم حملة تأثير ضخمة و متطورة لتقزيم أي شيء تفعله أي دولة أخرى، وخاصة الولايات المتحدة.

ومع ذلك، وفقاً للتقرير الذي رفعت عنه السرية، لم يكن هناك جهد صيني يقترب من نطاق أو نية الحملة الروسية على ترشيح ترامب ، حيث قال التقرير: "إننا نقدر أن الصين لم تبذل جهودًا للتدخل في الانتخابات ، فهي لم تنشر جهودا استخباراتية تهدف إلى تغيير نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية أيضا . لذا فإن تلك التحذيرات الصاخبة من بار وراتكليف وأوبراين، وكذلك ترامب، كانت أكاذيبا مضللة بلا شك".

وتجدر الإشارة إلى أن الأكاذيب حول الصين كانت جزءا من مخطط أوسع بكثير من قبل مسؤولي إدارة ترامب وأعوانه لتزوير الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي يمكن إرجاعها إلى مخطط ابتزاز أوكرانيا الذي أدى إلى أول مساءلة للرئيس ترامب.

لكن محاولة كبار مسؤولي إنفاذ القانون والمخابرات في البلاد لتقليل حملة التأثير الأجنبي الفعلية من خلال اختلاق حملة زائفة تقترب بشكل خطير من مساعدة قوة معادية كانت أمرا لا يغفر بلا شك.

المصدر: مجلة The Raw Story