خسارة نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية تثير قلق المملكة العربية السعودية

أخبار

دول الخليج تراقب الانتخابات الاسرائيلية عن كثب.. ماذا لو خسر نتنياهو

22 آذار 2021 11:09

بينما تثير فكرة وصول معارضي نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل قلق المملكة العربية السعودية، لا يبدو أن الأمر كذلك في الكويت، حيث لا تهتم القيادة الكويتية بمن سيصل إلى السلطة في الدولة اليهودية، طالما تم حل القضية الفلسطينية.

وخلال أقل من 48 ساعة، عندما تتوجه إسرائيل إلى صناديق الاقتراع للمرة الرابعة في أقل من عامين، ستتجه الأنظار كلها إلى التطورات الأراضي المحتلة. حيث يقول أحمد الإبراهيم، المحلل السياسي المقيم في الرياض، أنه على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بين بلاده وإسرائيل، إلا أنها ستتابع عن كثب كيفية سير الانتخابات الإسرائيلية ونتائجها.

• نتنياهو كخيار أكثر أمانا

بالنسبة لأحمد الإبراهيم ، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الرهان الأكثر أمانا للمملكة العربية السعودية.

حيث يقول أحمد الإبراهيم: "في العالم العربي، اعتدنا على نتنياهو، لديه شخصية كاريزمية ومعطاءة وحيوية وديناميكية، كما أنه يفي بوعوده، وعندما يكون لديك شخص كهذا فأنت تعلم أن لديك شريكاً حقيقياً".

بنيامين نتنياهو 

وتجدر الإشارة إلى أن تأييد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد نما بشكل ملحوظ في دول الخليج بعد اتفاقيات التطبيع التي أبرمها مع خمس دول إسلامية لم تكن لها علاقات مع إسرائيل في السابق، وهي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب وكوسوفو.

والأهم من ذلك، هو أن نتنياهو كان موضع تقدير لتصريحاته وأفعاله ضد إيران وبرنامجها النووي، التي تعتبر تهديداً وجودياً من قبل الدولة اليهودية والمملكة العربية السعودية وعدد من حلفائهم.

بالإضافة إلى ذلك، ينظر إلى نتنياهو على أنه سيد الأمن في إسرائيل، وأصبح ينظر إليه الآن في الشرق الأوسط على أنه شخص يمكنه حماية المنطقة من التهديدات، وهذا هو السبب الذي جعل أحمد الإبراهيم يقول إنه يفضل رؤية الوضع الراهن في القيادة الإسرائيلية دون تغيير.

لكن الآن، كل شيء معلق في الهواء. حيث تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة لوسائل الإعلام الإسرائيلية أن حزب نتنياهو، الليكود، سيحتفظ بلقب أكبر حزب في إسرائيل، ولكن من غير المؤكد على الإطلاق أنه سيتمكن من شغر المقاعد الـ 61 اللازمة لتشكيل الحكومة القادمة.

وفي هذه الأثناء، ترتفع الأصوات التي تطالب بإطاحة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول خدمة في البلاد، ووفقاً لاستطلاعات الرأي نفسها، فإن الكتلة المناهضة لنتنياهو تضم حاليا 55 برلمانيا، مما يعني أنهم يحتاجون فقط إلى ستة مقاعد إضافية في الكنيست ليحلوا محل نتنياهو، وهذا هو بالضبط سبب قلق الإبراهيم وكثيرين آخرين في الخليج.

ويقول أحمد الإبراهيم: "عندما ننظر إلى المعارضة الإسرائيلية، وأولئك الذين يريدون إسقاط واستبدال نتنياهو، ندخل على الفور في حالة مزاجية مرعبة. فنحن لا نعرف أجندتهم ومجرد التفكير في أننا قد نحتاج إلى تطوير علاقات معهم أمر صعب للغاية".

في الحقيقة، قد يكون لدى أحمد الإبراهيم سبب وجيه للقلق، حيث أن المعارضة الإسرائيلية منقسمة إلى حد كبير، فالبعض منهم منشق عن الليكود مثل جدعون سار أو وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، وهم معروفون بآرائهم المتشددة، والتي تكون في بعض الأحيان أكثر راديكالية من نتنياهو نفسه.

كما ويتبع البعض الآخر نهجا أكثر ليبرالية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، فإنهم أيضاً يفتقرون إلى جبهة موحدة، فهم منقسمون بين أولئك الذين يدعمون حل الدولتين وأولئك الذين لا يدعمون ذلك.

وفي ظل هذه الظروف، يقول الإبراهيم أنه سيكون من الصعب على الدول التي ليس لها علاقات مع إسرائيل أن تتصالح مع معارضة إسرائيل المجزأة، لكن بلاده ستحترم خيار الشعب الإسرائيلي أيا كان.

وأضاف قائلاً: "نحن ننظر إلى المعارضة الإسرائيلية بحذر شديد، ومن الواضح أننا لا نريد أن نرى تكرار السيناريو الأمريكي"، وذلك في إشارة إلى تغيير الرؤساء الأمريكيين الذي أدى إلى تحول في السياسة الأمريكية تجاه المملكة العربية السعودية وعدد من اللاعبين الإقليميين الآخرين في المنطقة.

وأكمل قائلاً: "على الرغم من ذلك، إننا نهتم بالسلام، وطالما تريد المعارضة ذلك أيضاً، يمكن تحقيق صفقة تطبيع معها، فالسعوديون يريدون القدوم إلى إيلات وأنا متأكد من أن الناس من إسرائيل يريدون أخذ سيارتهم والقيادة إلى المملكة العربية السعودية أو الكويت أو عمان أيضاً".

• القضية الفلسطينية تأتي أولا

تظهر الكويت موقفاً مختلفاً عن المملكة العربية السعودية، وهي دولة خليجية أخرى لا تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل، والتي تعهدت في السابق بأن تكون آخر دولة تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ويقول الدكتور فهد الشليمي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والسياسية في الكويت، أن العلاقات الرسمية مع إسرائيل لن تكون ممكنة حتى يتم التوصل إلى حل نهائي للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

ويضيف: "إن القيادة الكويتية تريد أن ترى تسوية عادلة، لا يهم من سيفوز في ذلك السباق البرلماني. فطالما لم يتم حل القضية الفلسطينية، لن يكون هناك اتفاق بين الكويت وإسرائيل".

تجدر الإشارة إلى أن الموقف الكويتي هو موقف متجذر ووطني ينبع من العلاقة التاريخية الوثيقة بين الكويت والشعب الفلسطيني.

على مر السنين، كانت قيادة الكويت حساسة تجاه مأساة الشعب الفلسطيني، فمن عام 1948 حتى عام 1960، استوعبت البلاد عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، وحتى بعد أن أعربوا عن دعمهم للرئيس العراقي آنذاك صدام حسين خلال الحرب العراقية-الكويتية في التسعينيات، استمر الكويتيون في تقديم الدعم المالي والسياسي للشعب الفلسطيني، حيث تبرعوا بملايين الدولارات لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة " الأونروا " على مر السنين.

والجدير بالذكر أن هذا الموقف غير المتغير، يطمئن الدكتور فهد الشليمي، والذي يقول أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل حول ما إذا كان يجب جعل هذا التغيير ممكنا، حيث يقول: "من وجهة نظرنا، لا فرق بين نتنياهو وبيني غانتس ويائير لابيد أو أي شخص آخر، فكل ما نريد أن نراه هو الحوار و حل القضية الفلسطينية".

إن المشكلة الحقيقة إلى أن تسوية الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني ليست حتى في الأفق، حيث جرت الجولة الأخيرة من المفاوضات المباشرة بين الجانبين في الفترة الواقعة بين عامي 2013 و 2014، في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما. ولكن بعد فشلها، ألقى كل جانب باللوم على الآخر في حالة الجمود خلال المفاوضات.

وفي ظل رئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم يتحقق تقدم على هذه القضية أيضاً، حيث اختارت إدارة ترامب ممارسة الضغط على الجانب الفلسطيني بدلاً من سد الفجوة بينهم وبين الإسرائيليين في محاولة لإيجاد حل للقضية.

لكن الآن، مع وجود جو بايدن في السلطة، قد يتغير هذا الموقف، حيث يقول الدكتور الشليمي أن الإدارة الجديدة في واشنطن ستمارس الضغط على الجانبين للجلوس على طاولة المفاوضات.

وإلى أن يحدث ذلك، ستراقب الكويت الوضع بصبر وستنظر لترى إن كانت العلاقات التي نسجتها الإمارات والبحرين مع إسرائيل يمكن أن تنجح بالفعل أم لا.

وقال الدكتور الشليمي:"إذا أثبتوا نجاحهم في العامين المقبلين، فأنا متأكد من أن الآخرين سيحذون حذوهم بلا شك".

المصدر: وكالة سبوتنيك