يبدو أن معضلة تشكيل الحكومة اللبنانية ستستمر وسط غياب توافق الطبقة السياسية في لبنان على صيغة يرضى عنها الجميع، فوسط آمال عقدت على اللقاء الذي جمع الرئيس ميشال عون بالرئيس المكلف سعد الحريري أمس، لم يتمكن الطرفان من خرق جدار أزمة التأليف المستمرة منذ عدة أشهر.
اليوم شرعت دوائر القصر الجمهوري إعداد رسالة سيوجهها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى مجلس النواب يشرح فيها التفاصيل المتعلقة بعملية تأليف الحكومة والعلاقة مع الرئيس المكلف، ليطلب من المجلس إيجاد الحل الدستوري لهذه المعضلة.
وتفيد المعلومات أن فريق عون يعتبر "أن هذه الرسالة ستحقق هدفاً من اثنين، إما حل مشكلة التأليف أو تعويم الحكومة المستقيلة من خلال إعطائها صلاحيات استثنائية على الأقل للموافقة على موازنة 2021 وبعدها لكل حادث حديث".
وردت الرئاسة اللبنانية أمس على تصريحات الرئيس المكلف سعد الحريري الذي قال بعد خروجه من الاجتماع: إن التشكيلة التي قدمها رئيس الجمهورية تبدي تمسكه بالثلث المعطل.
وقالت الرئاسة: "فوجئنا بكلام وأسلوب الرئيس المكلف شكلاً ومضموناً، الثلث المعطل لم يرد على لسان الرئيس ميشال عون يوماً، الأزمة حكومية لا يجوز تحويلها لأزمة حكم".
وأضافت الرئاسة: إن "رئيس الجمهورية، انطلاقاً من صلاحياته ومن حرصه على تسهيل وتسريع عملية التشكيل، ولاسيما في ضوء الظروف القاسية التي تعيشها البلاد، أرسل إلى رئيس الحكومة المكلف ورقة تنص فقط على منهجية تشكيل الحكومة".
ولفتت الرئاسة إلى أن "رئيس الجمهورية حريص على تشكيل حكومة وفقاً للدستور، وكل كلام ورد على لسان رئيس الحكومة المكلف حول أن رئيس الجمهورية لا يشكل بل يصدر، هو كلام مخالف للميثاق والدستور وغير مقبول".