سرقة المعادن تسببت بإسقاط برج كهربائي .. وتهدد بإغراق لبنان في الظلام

سرقة المعادن تسببت بإسقاط برج كهربائي .. وتهدد بإغراق لبنان في الظلام سرقة المعادن تسببت بإسقاط برج كهربائي .. وتهدد بإغراق لبنان في الظلام

تناولت صحيفة لوريون لوجور الفرنسية في تقرير لها ظاهرة "سرقة المعادن من شبكة الكهرباء في لبنان" على حد تعبيرها.

وتقول الصحيفة في تقريرها إن شبكة الكهرباء في لبنان هي أحدث هدف لظاهرة سرقة المعادن، والتي يعتقد المسؤولون أنها تنفذ من قبل السكان المحليين الذين أصبحوا يائسين بسبب الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تعاني منها البلاد.

وذكرت الصحيفة معلومات حول سرقة برج كهربائي يبلغ ارتفاعه 55 مترا في منطقة الهرمل الجبلية، والذي يربط منطقة البقاع بمحطة توليد كهرباء شمال دير عمار، وهي واحدة من أربع محطات رئيسية تزود جميع أنحاء لبنان بالكهرباء. وقد حدث ذلك بعد أن تم سرقة دعاماته المعدنية، مما جعله غير قوي أو مناسب لتحمل الرياح العاتية التي هبت على لبنان يوم الثلاثاء الماضي.

ونقلت لوريون لوجور عن رئيس شبكات النقل عالي الجهد في شركة كهرباء لبنان رمزي دبيسي، أن "إخلاء التيار الكهربائي"، أي نقلها من المحطة إلى الشبكة من دير عمار غير ممكن حاليا عبر البقاع، وأن ذلك سيكون ذلك عبر الخط الساحلي وجبل لبنان فقط.

سرقة برج كهربائي يبلغ ارتفاعه 55 مترا في منطقة الهرمل الجبلية

كما و أشار دبيسي إلى أن خط النقل البالغ قدرته 220 كيلو فولت، الواقع بين دير نبوح وبعلبك، كان يضمن استقرار نظام الطاقة في المنطقة. ولكن بعد أن أصبح الآن غير فعالا، أصبحت الشبكة الكهربائية غير مستقرة، مضيفا أن الاتصال ضعيف بين محطات توليد الكهرباء في دير عمار وجنوب الزهراني، وهي محطة أخرى من محطات توليد الكهرباء الرئيسية الأربعة في لبنان.

لكنه أشار إلى أن انقطاع التيار الكهربائي المكثف في الآونة الأخيرة لم يكن بسبب انهيار البرج الكهربائي بشكل أساسي. وبينما لم يكن على علم بالسبب، أشارت تقارير إعلامية إلى وجود صلة محتملة بنقص الوقود، ولم يتسن الاتصال بمسؤولين آخرين في شركة كهرباء لبنان للتعليق على الأمر. بحسب التقرير.

وبحسب ما ورد، يتم حاليا إمداد البقاع، إلى جانب المناطق المجاورة الأخرى، بالطاقة الكهربائية عبر شبكة كهرباء الزهراني وخط النقل الساحلي في دير عمار، الذي يمتد من جبل لبنان إلى عرمون ثم إلى سهل البقاع. كما وقالت شركة الكهرباء أنه سيتم إرسال فريق من المهندسين إلى الموقع لتقييم الأضرار بمجرد أن تسمح الظروف الجوية بذلك قبل التعاقد مع شركة للجراء الإصلاحات اللازمة. وقال دبيسي : " لن تكون هذه عملية قصيرة "، دون إعطاء أي جدول زمني محدد.

موقع الأضرار

تجدر الإشارة إلى أن هذا الحادث يوضح مدى قابلية شبكة الطاقة الكهربائية للتأثر بالسرعة الكبيرة في تزايد حالات سرقات المعادن التي شوهدت مؤخرا في جميع أنحاء لبنان، وقد حدثت السرقات وسط ارتفاع معدلات البطالة ونقص الدولار الذي تسبب في خسارة الليرة بنحو 90 % من قيمتها تزامنا مع ارتفعت أسعار السلع الأساسية والسلع الأخرى بشكل كبير.

وفي هذا السياق، قال دبيسي : " إنه معدن ، إنهم يسرقون حتى أغطية الصرف الصحي المعدنية لبيعها، وذلك في إشارة إلى الارتفاع الأخير في سرقة تلك الأغطية في العاصمة اللبنانية، حيث صرح حاكم بيروت مروان عبود لوكالة فرانس برس الشهر الماضي أنه أرجع زيادة هذه الظاهرة إلى حقيقة أن أغطية الصرف الصحي مصنوعة من الحديد الزهر، الذي أصبح أكثر تكلفة بكثير من قبل.

في الحقيقة، يصل وزن غطاء الصرف الصحي المعدني إلى 60 كيلوغرام، ويمكن أن يصل سعره إلى 100 دولار عند بيعه كخردة، وهو ما يعادل هذا 1.3 مليون ليرة لبنانية بسعر صرف السوق السوداء، أو أكثر من ضعف الحد الأدنى الحالي للأجور الشهرية.

وعلى الرغم من أنه من غير المتوقع أن تؤدي الأضرار التي لحقت بالبرج الكهربائي إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير عن السكان ، فقد حذر دبيسي من أن الأبراج الأخرى معرضة أيضًا لخطر الانهيار بعد سرقة بعض الدعامات المعدنية الخاصة بها، وأن الحوادث الإضافية قد تؤثر على إمدادات الطاقة في المستقبل بلا شك.

تجدر الإشارة إلى أن يوجد هناك نحو 4000 برج كهرباء في جميع أنحاء لبنان، وذلك وفقا لدبيسي، الذي دعا السلطات لتعقب مرتكبي السرقات لتجنب المزيد من الضرر لقطاع الكهرباء في البلاد قائلا : " إن الخطر هو أن يحدث نفس الشيء في أماكن أخرى. فإذا ما حدث ذلك، سيكون هناك تعتيم على الصعيد الوطني بلا شك".

المصدر: صحيفة لوريون لوجور