فقدان الوزن من خلال حمية الكيتو مجرد خدعة

علوم

حمية الكيتو علاج للأطفال المصابين بالصرع ومجرد خدعة لفقدان الوزن

25 آذار 2021 21:12

لم تبدأ حمية الكيتو في الحقيقة كطريقة لفقدان الوزن، بل كانت علاجاً للأطفال المصابين بالصرع، حيث كان أحد العلاجات القليلة التي نجحت بالفعل، وخاصة لأولئك الذين جربوا بالفعل الأدوية التقليدية.

لكن ما نلاحظه الآن هو أن الأشخاص الوحيدين الذين يتحدثون عن هذه الحمية في يومنا هذا هم أولئك الذين يتطلعون إلى إنقاص بعض الوزن دون التخلي عن تناول السعرات الحرارية من الدهون.

الطعام المسموح به في حمية الكيتو

وبحسب ما هو معروف بين أخصائي الحميات والتغذية تعتمد حمية الكيتو، على الحصول على معظم السعرات الحرارية من الدهون، وبعضها من البروتين، دون تناول أي نوع من الكربوهيدرات.

كما ويقول الخبراء أن حمية الكيتو تعتبر شكل أكثر تطرفا من حمية أتكينز، باستثناء أنها قد عرفت أولا، حيث أصبحت هذه الحمية الصارمة علاجا للصرع في عشرينيات القرن الماضي، في حين أن حمية إنقاص الوزن التي ابتكرها الدكتور أتكنز وألهمته لتأسيس نظامه الغذائي منخفض الكربوهيدرات لم تكن معروفة حتى عام 1958.

بالإضافة إلى ذلك، من الواضح أن فكرة تناول الدهون من أجل إنقاص الدهون تعتبر أمراً جذاباً بلا شك، حيث أن الزيوت والدهون يمكن أن تشعر الشخص بالشبع بسرعة، لذلك يشعر أخصائيو الحميات أنها مناسبة للأشخاص الذين لا يرغبون في تقليل كمية الطعام التي يتناولونها، كما أن الجميع يعلم أن الكربوهيدرات هي المسببة لزيادة الوزن على أي حال، أليس كذلك؟

ولكن مثل غالبة الآراء حول معظم الحميات الغذائية المبتذلة، فمن المحتمل أن تستند أفكار البعض حول حمية الكيتو إلى مفاهيم غامضة مصدرها الأخبار المسائية التي يرونها على الإنترنت أو على التلفاز، حيث تميل اتجاهات الحميات الغذائية إلى الارتفاع الصاروخي والاشتهار وانخفاض شعبيتها بعد ذلك تدريجيا قبل أن تتاح الفرصة للعلم للتأثير فيها أو توضيحها للأسف.

• ما هي حمية الكيتو؟

تتطلب حمية الكيتو الحقيقية حصول الشخص على ما نسبته 80-90 % من السعرات الحرارية من الدهون، كما ويجب تناول حوالي جرام واحد من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم والحد من تناول الكربوهيدرات إلى 10-15 جراما فقط في اليوم.

وفي الحقيقة، لا يزال من غير الواضح حتى الآن سبب نجاح هذه الحمية الغذائية في علاج الصرع، أو لماذا يبدو أنها تساعد في علاج مجموعة متنوعة من الأمراض العصبية الأخرى، ولكن من المحتمل أن يكون لذلك علاقة بالتغيرات الكيميائية الحيوية التي تتسبب بها داخل الجسم.

حمية الكيتو

عادة، يعمل الجسم على الكربوهيدرات، حيث أن تقسيم الأوتار المعقدة من الكربون والهيدروجين إلى جزيئات أصغر هو الطريقة التي يغذي بها الجسم كل شيء، بداية من عضلات الساق ووصولاً إلى المادة الرمادية في الدماغ.

وهذا هو السبب في أن النظام الغذائي الصحي يمكن أن يحتوي على الكثير من الكربوهيدرات التي يحتاجها الجسم بلا شك، ولكن من الأفضل الحصول على الكربوهيدرات في شكلها المعقد مثل خبز الحبوب الكاملة، ليس في شكلها البسيط مثل السكر والنشا.

وعندما تتحول إلى نظام غذائي يحتوي على نسبة كبيرة من الدهون تقريباً، ستدفع بجسدك إلى وضع الجوع بشكل أساسي. ونظراً لحرمانك من مصدر الوقود الرئيسي، يتحول جسمك إلى الحالة الكيتونية، والتي يقوم فيها بتحويل مخزون الدهون لديك إلى أجسام كيتونية، والتي تعمل كبديل لجزيئات الجلوكوز التي يحصل عليها جسمك عادة من الكربوهيدرات.

كما وقد يكون وجود الأجسام الكيتونية بدلاً من الجلوكوز في الدماغ هو السبب في نجاح هذا النظام الغذائي في علاج المصابين بالصرع، بالإضافة إلى أن تكسير الدهون في الجسم يجعلها جذابة لجميع أخصائيو الحميات الحديثة.

فإذا كنت تمارس حمية الكيتو لفقدان الوزن، فالفكرة هي أنك ستحاول إبقاء جسمك في حالة طفيفة من الجوع بشكل مستمر، وذلك كي تحرق أكبر قدر من الدهون طوال الوقت.

• هل تعتبر حمية الكيتو مفيدة حقا لفقدان الوزن؟

بحسب ما يراه الكثير من خبراء التغذية والخبراء الصحيين، فإن حمية الكيتو مفيدة وفعالة حقاً في علاج مرضى الصرع، كما أنها قدمت نتائج حقيقية لفقدان الوزن أيضاً، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان الانخفاض في دهون الجسم دائم أم أنه ناتج عن دخوله في الحالة الكيتونية نفسها.

فمن الناحية المجردة، قد يبدو تناول الدهون أمرا جذاباً وسهلاً، أما فيما يتعلق بالوجبات الغذائية، فقد يكون صعباً في الواقع، حيث أنه قد يكون من السهل الامتناع عن تناول الخبز ومنتجات المعكرونة، ولكن ماذا عن الفاكهة؟

وتحتوي الفاكهة بشكل أساسي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات، كما أن الألياف والسكريات المعقدة الموجودة في الفاكهة الطازجة مفيدة لنا وأساسية للحصول على صحة جيدة. ولهذا، فإن الالتزام بإرشادات حمية الكيتو أمر صعب، الأمر الذي يجعل العديد من الناس لا يرغبون في اتباعها أو لا يلتزمون بها بشكل كامل أو مستمر.

• هل تعتبر حمية الكيتو صحية بالنسبة لك؟

يقول خبراء الصحة أن اتباع حمية الكيتو قد لا تكون صحية للجميع، وخاصة على المدى الطويل، حيث أن تناول ما نسبته 90 % من الطعام الدهني ليس مفيدا لصحة القلب، وعلى الرغم من أن الحد من الكربوهيدرات أمر إيجابي بشكل عام، إلا أن القيود المفرطة التي تفرضها حمية الكيتو تجعل من الصعب الحصول على العناصر الغذائية من نظام غذائي "متوازن".

وعند اتباع حمية الكيتو، لن تتناول الفاكهة بشكل شبه تام، وما لم تكن متيقظاً بشأن تناول الكثير من الخضار الورقية الخضراء، فإنك ستحد من معظم مصادر الألياف وتفقد بعض العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسمك بشدة.

بالإضافة إلى ذلك، يحتاج مرضى الصرع إلى التخطيط الدقيق للوجبات للتأكد من أنهم لا يزالون يحصلون على كل ما يحتاجون إليه من العناصر الغذائية الأساسية، ولكن غالباً ما لا يضع أخصائيو الحميات الغذائية في عين الاعتبار هذه الأمور، كما أنهم يعرفون أنه لمن الصعب تصميم نظام غذائي كامل عندما لا تكون خبيراً في التغذية.

كما ويمكن أن لا تكون حمية الكيتو غير مفيدة لعملية التمثيل الغذائي أيضاً، فعلى الرغم من أنه يبدو أن حرق دهون الجسم يعتبر فكرة جيدة، و لكن عندما تتوقف عن إنتاج الجلوكوز وتتحول إلى الاعتماد على أجسام الكيتون، فإنك ستجهد الكبد والكليتين بلا شك.

وتم تصميم جسمك للعمل بالكامل على الكربوهيدرات، ولن تفوق الفوائد التي تحصل عليها من تقليل الدهون في الجسم بالضرورة سلبيات تناول الدهون في الغالب.

المصدر: مجلة Popular Science