حذرت حركة طالبان الأفغانية، الجمعة، من أن الموت و الدمار سيكون الرد الحتمي في حال انتهاك الولايات المتحدة الأمريكية لاتفاق الدوحة الموقع معها.
وحددت تحذيرها بشكل قاطع من عدم سحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان بتاريخ 1 مايو المقبل تماشيا مع الاتفاق. بحسب ما نقلته وكالة الأناضول التركية.
وذلك ردا التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي جو بايدن و على قرار تمديد الوجود العسكري لألمانيا.
وكان بايدن قد قال في مؤتمر صحفي إن "القوات الأمريكية المتبقية في أفغانستان، و البالغ عددها 2500 جندي قد تظل في أفغانستان بعد الأول من مايو. سيكون من الصعب الوفاء بالموعد النهائي بسبب بعض الأسباب التكتيكية".
وتساءل بايدن حينها قائلا "كيف و تحت أي ظروف يمكن أن نلتزم بالاتفاق الذي عقده الرئيس ترامب للانسحاب بموجب صفقة يبدو أنها غير قابلة للتنفيذ مع طالبان".
لكن المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد في حذر في بيان من أنه : " في مثل هذه الحالة، فإن الإمارة الإسلامية (طالبا)، كممثل عن الأمة الأفغانية المؤمنة الباسلة و المجاهدة، ستضطر إلى الدفاع عن دينها و وطنها و مواصلة جهادها و كفاحها المسلح ضد القوات الأجنبية من أجل تحرير الوطن و ستكون مسؤولية إطالة الحرب و الموت و الدمار على عاتق مرتكبي هذا الانتهاك ".
ويأتي هذا التهديد في الوقت الذي وافقت فيه ألمانيا على تمديد تواجدها العسكري في أفغانستان حتى عام 20221، بانتظار موافقة البرلمان الألماني. فبموجب المسودة التي وافقت عليها حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ستبقى القوات الألمانية في أفغانستان حتى تاريخ 31 يناير 2022.
ومن الجدير ذكره أن ألمانيا لديها ثاني أكبر قوة عسكرية مشاركة في مهمة الدعم الحازم لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في أفغانستان بعد الولايات المتحدة الأمريكية، مع وجود أكثر من 1100 جندي في شمال أفغانستان.
و على صعيد آخر ، رحبت الحكومة الأفغانية بهذا التطور، حيث كتب سفير أفغانستان في ألمانيا، السيد ياما ياري على تويتر : " شكرا لألمانيا لتصويتك للوقوف مع أفغانستان و مواصلة الدعم".
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأفغاني، رحمة الله أندر، أن اتفاق الدوحة كان بمثابة هدنة بين الولايات المتحدة الأمريكية و طالبان فقط، بينما استمرت الحركة المتطرفة في مهاجمة المواطنين الأفغان و قتلهم.
و في وقت سابق من الشهر الجاري، حثت روسيا و الولايات المتحدة و الصين و باكستان، و التي تعرف باسم الترويكا الموسعة بشأن التسوية الأفغانية، حركة طالبان على التخلي عن خطط هجوم الربيع بعد اجتماع موسكو بشأن أفغانستان يوم الخميس.
و في إطار الضغط على الاطراف المتحاربة في أفغانستان للتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية، صادق مؤتمر موسكو على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2513 الذي عارض إعادة "الإمارة الإسلامية" (نظام طالبان) إلى أفغانستان.
كما و أبدت وزارة الخارجية التركية استعدادها لاستضافة مؤتمر سلام قادم في شهر أبريل المقبل في محاولة للمساعدة في التسوية السلمية للصراع في أفغانستان.
المصدر : وكالة الأناضول للأنباء