كشف الباحثين أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من العمر يميلون بشكل أكبر من غيرهم إلى تطوير مشاكل في الذاكرة عند بلوغهم الخمسينيات من العمر، والتي يمكن أن تتطور إلى الخرف أو الزهايمر.
وفي الحقيقة، يمكن أن تساعد معالجة الاكتئاب والقلق في مرحلة الشباب على تقليل مشاكل الذاكرة وخطر الإصابة بالخرف. حيث يمكن أن تساعد بعض الطرق العلاجية الإدراكية مثل التأمل والتمارين الرياضية والحفاظ على العلاقات الاجتماعية في حل هذه المشكلة النفسية.
وقالت الدكتورة داريا قيسينا، المؤلفة المشاركة في الدراسة: "لقد وجدنا أنه كلما زاد عدد نوبات الاكتئاب التي يعاني منها الأشخاص في مرحلة البلوغ، زادت مخاطر الإصابة بالضعف الإدراكي في وقت لاحق من حياتهم. حيث تسلط هذه النتيجة الضوء على أهمية الإدارة الفعالة للاكتئاب لمنع تطور مشاكل الصحة العقلية المتكررة ذات النتائج السلبية طويلة المدى مع التقدم في العمر".
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاستنتاجات تأتي من دراسة تابعت أكثر من 18000 طفل ولدوا في عام 1958، والذين تمت متابعتهم حتى بلوغهم سن الرشد.
وأظهرت النتائج أنه كلما زاد عدد مشكلات الصحة العقلية التي يعاني منها الأشخاص في وقت مبكر من العمر، زادت مشاكل الذاكرة لديهم في وقت لاحق من حياتهم.
والجدير بالذكر أن نوبة واحدة من الاكتئاب أو القلق لم يكن لها تأثير يذكر على الذاكرة في مراحل متقدمة من الحياة. ومع ذلك، تم ربط الإصابة بنوبتين أو ثلاث خلال العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات بسوء وظيفة الذاكرة في الخمسينيات من العمر.
وبدورها قالت أمبر جون، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "لقد علمنا من الأبحاث السابقة أن أعراض الاكتئاب التي ظهرت في منتصف مرحلة البلوغ إلى أواخر مرحلة البلوغ يمكن أن تتنبأ بتراجع وظائف المخ في وقت لاحق من الحياة، لكننا فوجئنا برؤية مدى وضوح أعراض الاكتئاب المستمرة على مدى ثلاثة عقود من مرحلة البلوغ باعتبارها مؤشرا مهما للتنبؤ بضعف الذاكرة. ولذلك، يجب أن تكون هذه الدراسة بمثابة دعوة للاستيقاظ لفعل ما في وسعك لحماية صحتك العقلية، مثل الحفاظ على علاقات قوية مع الأصدقاء والعائلة، أو ممارسة التمارين البدنية أو ممارسة التأمل الذهني، والتي ثبت بالعل أنها تعزز الصحة العقلية".
المصدر: مجلة Spring