التنبؤ بمرض الزهايمر عن طريق فحص دم بسيط

علامة في دمك قد تحذرك من ألزهايمر مبكرا.. تعرف على التفاصيل المثيرة علامة في دمك قد تحذرك من ألزهايمر مبكرا.. تعرف على التفاصيل المثيرة

يعاني أكثر من 55 مليون شخص حول العالم من الخرف، لكن الزهايمر هو فقط النوع الأكثر شيوعا، فالخرف يعني تدهورا حادا في الوظائف المعرفية، خاصة الذاكرة واللغة لدرجة تعيق الحياة اليومية، أما الزهايمر فيتطور بصمت لسنوات قبل أن يظهر بأعراض خفيفة تتفاقم إلى خرف كامل.

فالعمر هو أكبر عامل خطر يليه التاريخ العائلي، فبعض الجينات مثل APOE تزيد الاحتمالات، خاصة النوع e4 الذي يرفع الخطر من 8 إلى 12 ضعفا.

علامات الزهايمر الخفية

إن الزهايمر يظهر تحت المجهر عبر علامتين رئيسيتين:

1. لويحات الأميلويد فهي تجمع بروتينات "أميلويد بيتا" بين الخلايا العصبية مثل كرات الثلج، ورغم اكتشافها منذ 1906 لا يزال الجدل قائما هل هي سبب المرض أم مجرد عرض؟

2. تشابكات تاو داخل الخلايا العصبية، حيث تتراكم بروتينات تاو بعد إضافة مجموعات الفوسفات المفرطة إليها (مثل طفل يحمل بالونات كثيرة يتشابك مع الآخرين)، فهذه التشابكات تعطل عمل الخلايا.

وفي 2006 نشرت دراسة مزورة تربط بين بروتينات أميلويد واضطرابات الذاكرة في الفئران، ما أضاع وقت العلماء لسنوات، ورغم أن لويحات الأميلويد موجودة في أدمغة المرضى، إلا أن بعض الباحثين يتهمون "مافيا الأميلويد" بإعاقة دراسة تفسيرات أخرى للمرض، مثل اضطرابات المناعة أو اختلال مستويات المعادن.

اكتشاف الزهايمر عبر تحليل الدم

لكن الاكتشاف الأهم حديثا لا علاقة له بالأميلويد، بل ببروتين بي-تاو 217 هذا البروتين يظهر في الدم قبل ظهور الأعراض بسنوات ويمكن قياسه بفحص دم بسيط.

والعلامة الحيوية المثالية يجب أن تكون دقيقة (لا تخطئ التشخيص) وغير باضعة (بدون عمليات جراحية) ورخيصة ونوعية (لا تظهر في أنواع أخرى من الخرف).

وإن بي-تاو 217 يفي بمعايير الدقة والنوعية، بل ويستجيب للعلاج مثل التمارين الرياضية التي تخفض مستواه في الدم.

ورغم دقته فإن أي فحص ليس معصوما من الخطأ لو طبق على جميع الأصحاء، حتى نسبة ضئيلة من النتائج الإيجابية الكاذبة ستسبب ذعرا لا داعي له، لذلك قد يكون الفحص مفيدا فقط لمن لديهم تاريخ عائلي للمرض، خاصة أن 20% من المشخصين سريريا لا يعانون الزهايمر فعلا، بينما ثلث كبار السن غير المشخصين يظهرون علاماته قبل الوفاة

ماذا بعد التشخيص المبكر لمرض الزهايمر

هنا يكمن التحدي الأكبر حتى لو عرفنا أن شخصا سيصاب بالزهايمر بعد 10 سنوات، فلا يوجد علاج شاف حتى الآن فبعض الأدوية تبطئ الأعراض قليلا، لكن الوقاية تبقى الحل الأفضل عن طريق ممارسة الرياضة واتباع النظام الغذائي الصحي و تجنب الكحول والتبغ بالإضافة إلى التحكم في ضغط الدم والكوليسترول.

وفي الختام وجدت الدراسة أن مرض الزهايمر مرتبط بتشابكات بروتين "تاو" داخل الخلايا العصبية، وأن فحص الدم لقياس بي-تاو 21 قد يكون الطريقة الأفضل للتنبؤ بالمرض مبكرا، كما أن التشخيص المبكر مفيد لكنه يطرح أسئلة أخلاقية وعملية في غياب علاج حاسم.