إيران وضعت شروطها بعودة أمريكا للاتفاق النووي وعلى واشنطن الاختيار

تقارير وحوارات

إيران وضعت شروطها بعودة أمريكا للاتفاق النووي وعلى واشنطن الاختيار

خديجة البزال

6 نيسان 2021 20:11

تصدر خبر الاتفاق الصيني الإيراني الذي وقع الشهر الفائت جدلاً كبيرا بين الأوساط السياسية، تاركاً الكثير من إشارات الإستفهام، لمجيئه بعد تأخير دام قرابة عامين. 

الخبير في العلاقات الدولية الخارجية الصحفي الإيراني محمد غروي، بين أنه بالنسبة للاتفاق بين الصين وإيران هناك عدة أمور يجب أن نذكرها قبل الغوص في تفاصيل هذه الاتفاقية.

فلاشك بأن إيران منذ بداية الثورة الإسلامية كانت ترغب بالتعاون مع كل الدول في العالم ماعدا الكيان الغاصب وما عدا أمريكا كونها هي كانت العدوة الأولى لإيران اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ومن كل الجهات وهي التي ضغطت على الرئيس العراقي السابق صدام حسين بالاشتراك مع بعض الدول العربية للدخول في حرب دامت لثمان سنوات.

ويؤكد الخبير في العلاقات الاستراتيجية محمد غروي أنه إذا عدنا للوراء قليلا يمكن أن نذكر عدة أمور الأول أن الايراني وصل لنتيجة بأنه يجب التعامل مع كل دول العالم ماعدا اسرائيل... طبعا كان هناك طروحات لايران لفتح صفحة جديدة مع أمريكا فالإمام السيد الخامنئي كان دائما يقول ان أمريكا لايمكن الرجوع إليها كونها تعادي الشعوب وتعادي إيران علانية وتعادي قلب النظام الحالي في إيران.

كما أن النويا كانت فتح علاقات جيدة مع إيران على الأقل علاقات اقتصادية لصالح البلدين والامام خامنئي فتح هذا المجال وكان هذا الفتح من خلال التحاور مع بين الأطراف وما تم التوصل إليه بما يخص الاتفاق النووي الايراني فالحوارات دامت لمدة 12 سنة بين ايران والاتحاد الأوروبي وبين الولايات المتحدة بوساطات متعددة لكن ما نريد قوله هو أن الايراني فتح هذا المجال لكي يفتح صفحة للأمريكي ويقول له نحن مستعدون للتعامل وأن نضع كل السابق جانبا ونفتح خطوة بخطوة علاقات مع العالم.

كما أن إيران صرحت بهذا المجال وأعلنت إقبالها له وكان بداية هذه الحالة الاتفاق على الملف النووي الايراني والاتفاق النووي الايراني كان له أبعاد استراتيجية وامنية واقتصادية وكان من المفروض ان تفتح إيران اقتصادها للدول الاروبية وأمريكا. 

وأشار الخبير في العلاقات الاستراتيجية محمد غروي خلال حديثه إلى صفقة الأسلحة الامريكية التي وصلت حوالي 100 مليار أيضا الاتفاقيات مع أوروبا وفرنسا فالاستثمارات الأوروبية الهائلة والضخمة في الداخل الايراني في المجال النفطي وفي مختلف المجالات وهذه كانت بادرة من إيران لتفتح هذا المجال للدخول إلى السوق الايرانية الصناعية النفطية الزراعية وغيرها وسميت هذه الاتفاقيات باتفاقيات رابح رابح لكن للأسف الشديد حينما استلم ترامب زمام المبادرة ضرب عرض الحائط كل هذه الاتفاقيات وكل هذا الانفتاح والحوارات وكل التنسيق العالي ولم يحترم توقيع الولايات المتحدة وحتى لم يحترم الدول التي وقعت على الاتفاق النووي أي ترامب أساء للدول الأوروبية قبل إيران وأساء للصين وروسيا قبل إيران هو خرج من الاتفاق وعدنا لنقطة الصفر بان الولايات المتحدة لاتريد الاتفاق ولا تريد الخير حتى لنفسها بمجال الاتفاق النووي.

وبين أن الايراني كان ينظر لنفسه في هذا الاتفاق ان الولايات المتحدة هي التي ستندم من خروجها منه أنذاك.

وكان يقال لإيران كيف لهذه الدولة ان تندم البعض كان يفترض أن الاتفاق بين ايران وامريكا فقط لكن هو نسي ان هذا الاتفاق بين ايران ودول عظمى مع الـ5+1 لذلك الإيراني كان يقول أن الولايات المتحدة ستندم.

ولفت محمد غروي إلى أنه بعد تقريبا 5 سنوات من من هذا الموضع اليوم نرى هذه الندامة في وجوه الأمريكيين ومساعيهم اليوم للعودة للاتفاق النووي الايراني وطرح شروط وهمية لكي يقال ان الولايات المتحدة هي نفسها القوية والتي تفرض شروط من هنا وهناك على الدول ومن ضمنها إيران للعودة للاتفاق النووي.

واليوم رأينا كيف الايراني صمد طوال هذه السنوات رغم ما فرض عليه من عقوبات ترامب حيث كان هناك أكثر من 1500 نوع عقوبات وهناك فرق بين كلمة نوع وبين كلمة عقوبات حيث ممكن ان يكون نوع واحد 100 عقوبة واكثر هنا نقول 1500 نوع عقوبة هذا الكم الهائل من العقوبات شنت على ايران والامريكي نفسه كان يقول أن هذه أشد انواع العقوبات التي قد تفرض على أي دولة في العالم البعض كان يعتقد أن إيران ستسقط ولن تصمد أقصى حد 6 أشهر وسينزل الناس للشارع وسيسقط النظام لكن هذا لم يحصل حاولوا كثيرا لكنهم فشلوا.

واليوم الولايات المتحدة خسرت أما إيران ربحت  فالايراني ليس مغلق على نفسه وهو اليوم يتعاون مع دول عظمى كالصين وروسيا والاتفاق الذي تم هو اتفاق مبدئي لم يتم التوقيع على معاهدة تلزم الأطراف لكن هناك اتفاق مبدئي لخارطة الطريق لتمتد لـ25 عاما شراكة استراتيجية عالية وعميقة بين الدولتين وكما ان ايران لديها هذه الشراكة مع الصين فهي تبني شراكة مع روسيا بمستوى أعمق بكثير بكافة الأمور سواء الاقتصادية والعسكرية والامنية والاستراتيجية. 

وقال الخبير في العلاقات الاستراتيجية محمد غروي: اليوم بدءنا نرى أن أحادية الأقطاب تغيرت والصين اليوم هي من بدأ يمتلك الاقتصاد العالمي والامريكي كان يعتقد ححصر إيران من جميع النواحي ووجب التنويه ان الأمريكي أردا ان يوقف تصدير ايران للنفط لكنها اليوم بدأت تصدر أكثر من ألف برميل نفط لعدة دول يوميا للهند وروسيا والصين وغيرها من الدول لذلك إيران استطاعت ان تثبت نفسها ولايمكن للولايات المتحدة أن تحاصر أي بلد وإيران أعطت درسا للدول ان المقاومة بوجه أمريكا قد تعطي نتائج جيدة جدا.

وأوضح محمد غروي أن العلاقة الثلاثية بين الصين وايران وروسيا علاقة عميقة جدا واستراتيجية ليس لها مدى ولا أحد يعرف منتهاها والعلاقة مع روسيا أعمق بكثير من العلاقة مع الصين. 

كما ان هناك أقطاب جديدة بدات تتشكل كل واحدة من هذه الدول لديها نقاط قوة ونقاط ضعف تستطيع من خلالها المناورة والأهم من هذه الدول الثلاثة أن إيران لديها هذه المحورية الجغرافية في العالم التي تربط الشرق بالغرب ومن مخزون هائل من النفط والغاز والموارد الطبيعية واليد العالمة كل هذا جعل من إيران دولة قوية دولة تستقطب الدول العظمى مثل روسيا والصين وهو مادفع لتوقيع هذه الشركات. 

وبالنسبة للاتفاق النووي أكد الخبير في العلاقات الاستراتيجية محمد عروي أن اليوم الأمور واضحة جدا بالنسبة للإيراني لديه هذه الشروط وهي ليست صعبة على الأمريكي كما أن رفع العقوبات كاملة ومن ثم العودة للاتفاق النووي ولا مجال لمفاوضات جديدة بما يخص الاتفاق النووي. 

لكن السؤال هل أمريكا قادرة على رفع العقوبات ؟؟؟ أمريكا عليها ضغوط من اسرائيل وبعض الدول العربية المرتبطة مع اسرائيل فبعض الدول العربية هي من يمارس الضغط الاسرائيلي على واشنطن لتغير موقفها حيال إيران أيضا الخلاف في أمريكا حول موقف الديمقراطيين والجمهوريين من الاتفاق مع إيران. 

فايران لاترضى بهذا الموضوع وعلى جميع الأطراف في امريكا تنفيذ الشروط من جمهوريين وديمقراطيين ورفع العقوبات عن إيران. 

أيضا موضوع اللوبي اليهودي وتعقيداته كل هذا مؤشرات لطول عمر حل الاتفاق النووي مع امريكا ولايمكن ان نصل بشهر وشهرين وسنة لعودة الامريكي للاتفاق النووي هذا ان كان لديه نية حقيقة في العودة له كله جانب وموقف إيران بجانب هل هي ترغب بعودة الأمريكي لهذا الاتفاق خاصة بعد أن سمعنا عدة تصريحات إيرانية تقول نحن غير مستعجلون بهذا الملف. 

والايراني لن يقبل برفع بعض العقوبات بل أن رتفع كلها. 

كلها تبقى أسئلة مطروحة لن تكون إجابتها بمقال أو حتى ضمن تنبؤات تقال وتطرح لتحمل معها قادمات الأيام أجوبة هذه التساؤلات وعن قاعدة ميزان القوى وتحولاتها. 


الخبير في العلاقات الاستراتيجية محمد غروي