علماء يكتشفون سبب كون النساء أكثر عرضة للآلام المزمنة من الرجال

علماء يكتشفون أخيرا سبب كون النساء أكثر عرضة للآلام المزمنة علماء يكتشفون أخيرا سبب كون النساء أكثر عرضة للآلام المزمنة

المعروف أن هناك الكثير من الاختلافات البيولوجية بين الرجال والنساء، فيما تتمحور إحدى هذه الاختلافات حول كيفية تعرض كل منا للألم.


وكشفت دراسة جديدة عن السبب الذي يجعل النساء أكثر عرضة للآلام المزمنة من الرجال، ووجد فريق دولي من الباحثين أن الاختلافات الجينية بين الجنسين قد تكون السبب وراء الآلام المزمنة التي تعاني منها العديد من النساء.

وعادة ما يعاني الناس من الألم عندما يتعرضون للإصابة، لكنهم يتوقعون أن يختفي الألم بمجرد أن تلتئم جروحهم بمرور الوقت. ومع ذلك، في بعض الحالات، يستمر الجسم في إرسال إشارات الألم إلى الدماغ، وهي حالة تعرف بالألم المزمن.

وفي كثير من الحالات، يستمر هذا الأمر لسنوات، مما يتسبب في مستويات خفيفة إلى شديدة من الانزعاج في أي يوم وفي أي وقت.

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، كان أكثر من 20 % من السكان البالغين في أمريكا يعانون من آلام مزمنة خلال عام 2016.

ولكن السبب في أن النساء يكن أكثر عرضة للمعاناة من هذه الحالة دائما ما كان لغزا يحير العلماء، وقد بدأ الباحثين في جامعة جلاسكو أكبر دراسة وراثية على الإطلاق حول الألم المزمن لمعرفة السبب الكامن وراء هذا الأمر.

وتقول المؤلفة المشاركة في الدراسة، الدكتورة كيرا جونستون: "تسلط دراستنا الضوء على أهمية اعتبار الجنس متغيراً بيولوجياً أساسياً، واكتشفنا وجود اختلافات جنسية دقيقة ولكنها مثيرة للاهتمام في الجينات المسؤولة عن الألم المزمن. وقد تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالآلام المزمنة لأن الحالة لها أساس وراثي مختلف لدى الرجال والنساء بالمقام الأول".

• الألم يكمن في الدماغ

بحثت الدراسة الجديدة عن المتغيرات الجينية المرتبطة بالألم المزمن بين 209.093 امرأة و178556 رجل، ووجدت أن النساء لديهن 31 جيناً مرتبطاً بالآلام المزمنة، بينما كان لدى الرجال ستة جينات فقط.

بعد ذلك، قام الباحثين بفحص ما إذا كان نشاط الجينات قد ارتفع أو انخفض في الأنسجة المرتبطة بالألم المزمن لدى الجنسين.

وعلى وجه الخصوص، قاموا بفحص عقدة الجذر الظهرية، وهي مجموعة من الأعصاب الموجودة في النخاع الشوكي والتي تنقل إشارات الألم من الجسم إلى الدماغ.

وكشفت نتائج الدراسة أن جميع الجينات الـ 37 الموجودة لدى النساء، باستثناء واحدة من النساء كانت نشطة في هذا المجال، مما يشير إلى أن الألم المزمن يأتي إلى حد كبير من الدماغ بدلا من الموقع الذي نشعر فيه بالألم.

ولكي يتم تصنيف الألم على أنه مزمن، يجب أن يستمر عادة أكثر من 12 أسبوعا، حيث يعاني ما لا يقل عن 10 % من سكان العالم من آلام مزمنة، وعلى الرغم من أن الرقم قد يكون أعلى من ذلك بكثير، فيمكن أن تجعل هذه الحالة إنجاز المهام اليومية أمرا مرهقا وصعباً لأنها تقلل بشكل كبير من قدرة الأشخاص على الحركة والمرونة والقوة والقدرة على التحمل.

كما وأوضح مؤلفو الدراسة أن البحث في أسباب الألم المزمن، وربما في الحالات الصحية المعقدة الأخرى، من المرجح أن يستفيد من الأساليب التي تأخذ الجنس في الاعتبار.

وبشكل عام، تضيف هذه النتائج أدلة جديدة للعلماء لفهم الألم المزمن بشكل أكبر، وقد تساعد في تطوير علاجات جديدة لهذه الحالة التي يصعب علاجها.

المصدر: موقع Study Finds