دراسة جديدة تكشف الصلة بين تلوث الهواء وتفاقم نتائج جائحة فيروس كورونا

علوم

دراسة جديد توضح الصلة بين تلوث الهواء وتفاقم نتائج جائحة فيروس كورونا

11 نيسان 2021 11:46

أكد الباحثون في دراسة جديدة قام بها مركز Beth Israel Deaconess الطبي وجود صلة بين تلوث الهواء المحيط وتفاقم نتائج جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد.


في الحقيقة، يعيش أكثر من 90 % من سكان العالم في مناطق يتجاوز فيها تلوث الهواء المستويات التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية آمنة لنا.

فيروس كورونا

وخلال الدراسة، استعرض الخبراء العلاقات المحتملة بين التلوث وفيروسات الجهاز التنفسي والتفاوتات الصحية التي تسببها.

وفي تعليق نشرته الجمعية الأمريكية لأمراض الصدر، ناقش الباحثون الطرق المختلفة التي سلط بها الوباء الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة قضية تلوث الهواء العالمية.

وقال المؤلف المشارك للدراسة الدكتور ستيفن أندرو مين: "تظهر العديد من الدراسات أن التعرض لتلوث الهواء المحيط على المدى الطويل مرتبط بزيادة خطر الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد والوفاة جراء ذلك".

تاريخياً، ارتبط تلوث الهواء بنتائج صحية أسوأ، بما في ذلك ارتفاع معدل الوفيات، بسبب فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى مثل الإنفلونزا.

والآن، تضيف دراسة جديدة حول جائحة فيروس كورونا دليلا إضافيا على الآثار الضارة لتلوث الهواء المحيط والحاجة الملحة لمعالجة أزمة الصحة العامة.

وفي إحدى الدراسات الخاصة التي راجعها الدكتور مين وزملاؤه الباحثين في جامعة هارفارد، اكتشفوا أن كل زيادة طفيفة في التعرض لتلوث الجسيمات الدقيقة على المدى الطويل ارتبطت بزيادة بنسبة 8% في معدل الوفيات أثناء الجائحة الفيروسية.

كما وتشير نتائج دراسة أخرى إلى أن تلوث الهواء ساهم بزيادة الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا بنسبة 15٪ في جميع أنحاء العالم.

وقال الدكتور مين: "قيمت الدراسات التي قمنا بمراجعتها ما إذا كان التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء المحيط الذي حدث قبل سنوات من الوباء مرتبطا بنتائج أسوأ لتفشي فيروس كورونا حاليا".

وتجدر الإشارة إلى أن الآليات الدقيقة للعلاقة بين التلوث طويل الأمد النتائج السيئة للجائحة الفيروسية ليست مفهومة تماما حتى الآن. فقد يكون أحد التفسيرات هو أن التعرض لتلوث الهواء يضعف جهاز المناعة بمرور الوقت، مما يؤدي إلى زيادة التعرض للفيروسات وكذلك العدوى الفيروسية الشديدة.

كما ولاحظ مؤلفو الدراسة أن تحسين جودة الهواء أثناء الجائحة الفيروسية قد يكون قد قلل من الأمراض والوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لإثبات الأمر.

بالإضافة إلى ذلك، قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة ماري رايس: "إن البحث الذي يقيم الارتباطات بين الانخفاض الكبير في تلوث الهواء المحيط أثناء عمليات الإغلاق العالمية واستخدام الرعاية الصحية لأمراض الجهاز التنفسي من شأنه أن يؤكد أيضاً تأثير تلوث الهواء المحيط على الأمراض غير المعدية والحاجة إلى تقليل تلوث الهواء لتحسين الصحة العامة. وفي حين أن الارتباط الأساسي بين تلوث الهواء النتائج الخطيرة للجائحة الفيروسية كان متسقا بشكل عام، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من البحث الذي يتعين القيام به".

وأضافت: "إن جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد هي جرس إنذار للحاجة إلى اعتماد معايير أكثر صرامة لجودة الهواء وإنهاء تحملنا للتلوث في الأحياء السكنية المختلفة. فكجزء من التعافي بعد انحسار الجائحة الفيروسية، يجب علينا العمل على تنظيف الهواء لتحسين صحة الجهاز التنفسي في جميع أنحاء العالم".

المصدر: مجلة Earth