شهدت أسعار النفط ارتفاعا مع نهاية يوم أمس الاثنين وسط تفاؤل بشأن وتيرة طرح اللقاحات المضادة لفيروس كورونا التاجي المستجد في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد إعلان جماعة أنصار الله اليمنية أنها أطلقت صواريخ على مواقع نفطية سعودية.
ومع ذلك، ظلت أسعار النفط الخام ترتفع في نطاق ضيق خلال الأسابيع الثلاثة الماضية الأخيرة، حيث تمت موازنة التوقعات المتزايدة بنمو النشاط الاقتصادي الأمريكي من خلال معدل التطعيم البطيء في أوروبا وتوقع إمدادات إضافية من النفط الإيراني خلال الأشهر المقبلة.
حيث ارتفع سعر نفط البرنت بما يصل إلى 33 سنت ليستقر عند 63.28 دولار للبرميل الواحد، في حين ارتفع سعر نفط غرب تكساس الوسيط الأمريكي بما يصل إلى 38 سنت ليستقر عند 59.70 دولار للبرميل الواحد.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة قد قامت بتلقيح ما تصل نسبته إلى 22% من سكانها بشكل كامل حتى الآن، بينما قامت المملكة المتحدة بتلقيح 11% من سكانها، ومع ذلك، فإن البلدان الأخرى لا تسير خطة تطعيم سكانها على ما يرام، حيث نجحت كل من فرنسا وألمانيا بتطعيم حول 6 ٪ فقط من سكانها.
وقد قالت لويز ديكسون، محللة أسواق النفط في شركة ريستاد إنرجي: " إن ارتفاع أسعار النفط اليوم يأتي نتيجة للتقدم في حملات التطعيم في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تساعد خطة البلاد على الإنفاق، كما أن الزخم الصاعد في البلدان الأخرى واعد، ولكن لا تزال هناك تباينات كبيرة على مستوى العالم للأسف".
بالإضافة إلى ذلك، وجدت أسعار النفط بعض الدعم أيضا، بعد أن أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية المتحالفة مع إيران أنها أطلقت 17 طائرة مسيرة وصاروخين باليستيين على أهداف سعودية، من بينها مصافي النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية في مدينتي الجبيل وجدة.
و قد قال ستيفن برينوك، الخبير الإقتصادي من شركة BVM للسمسرة في مجال النفط: " في حين لا تزال هناك أسباب كثيرة تدعو إلى التفاؤل، أصبح اللاعبون في السوق أكثر حذرا مع تصاعد العدوى في أوروبا و الهند و بعض الأسواق الناشئة، في الوقت الذي أثبتت فيه عمليات طرح اللقاح أنها يمكن أن تكون أبطأ مما كان متوقعا، ففي الحقيقة تسجل الهند الآن حالة واحدة من بين كل ست إصابات يومية بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، كما ترتفع الحالات في أجزاء أخرى من آسيا أيضا، و قد ظل الطلب الآسيوي على النفط ضعيفا و قام بعض المشترين بطلب كميات أقل لاستلامها في شهر مايو، و يرجع ذلك جزئيا إلى صيانة المصافي و ارتفاع الأسعار".
وفي مقابلة أذيعت يوم الأحد، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، أن الاقتصاد الأمريكي في "نقطة انعطاف" وسط توقعات بأن النمو والتوظيف سيتسارعان في الأشهر المقبلة، لكنه يواجه خطر إعادة الانفتاح بسرعة كبيرة وإثارة ارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد.
كما و قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم أمس الاثنين أنه من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الأمريكي المكون من سبع تشكيلات صخرية رئيسية للشهر الثالث على التوالي، حيث أنه سيرتفع بنحو 13 ألف برميل يوميا في شهر مايو ليصل إلى 7.61 مليون برميل يوميا.
المصدر: وكالة التلغراف الكازاخستانية