أعلنت القوات السعودية للدفاع الجوي في 2 يوليو 2025 تشغيل أول بطارية صواريخ THAAD الأمريكية بعد إتمام الاختبارات والتجهيزات النهائية، وجرى حفل التدشين في معهد قوات الدفاع الجوي بجدة، حيث سلم الفريق مازد بن سليمان العمرو قائد القوات الجوية الملكية علم البطارية لضابط الوحدة الجديدة، وجاء التشغيل بعد سلسلة تدريبات بدأت في قاعدة فورت بليس بولاية تكساس الأمريكية، تلتها مناورات ميدانية داخل الأراضي السعودية، وتعد هذه البطارية أول نشر عملي لنظام THAAD في المملكة، ضمن جهود تحديث أنظمة الدفاع الصاروخي.
نظام THAAD وقدراته الدفاعيةنظام THAAD وقدراته الدفاعية
ويعد نظام THAAD (دفاع ارتفاعات عالية متقدم) أحد أبرز أنظمة الاعتراض الصاروخي المتنقلة، طورته شركة لوكهيد مارتن لاعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، ويعتمد النظام على تقنية "اصطدام-للقضاء" دون استخدام رؤوس حربية، حيث يعتمد على الاصطدام المباشر، وتتكون كل بطارية من 6 قواذف تحمل 8 صواريخ لكل منها، ومركزين عملياتيين متنقلين، ورادار AN/TPY-2 من تطوير رايثيون، ويصل مدى النظام إلى 200 كم، ويمكنه اعتراض الصواريخ على ارتفاعات تصل إلى 150 كم، مما يجعله طبقة دفاع إضافية فوق أنظمة باتريوت PAC-3.
وتم شراء النظام عبر صفقة عسكرية أمريكية بقيمة 15 مليار دولار، تشمل 7 وحدات نارية، كل منها يحتوي على رادار و6 قواذف و360 صاروخا اعتراضيا. وأكدت واشنطن أن الصفقة تهدف لتعزيز الأمن الإقليمي ومواجهة التهديدات الصاروخية الإيرانية.
التداعيات الإستراتيجية ومشاريع التصنيع المحلي
ويأتي نشر النظام بعد تصاعد التهديدات الصاروخية في المنطقة، خاصة بعد الضربات الإيرانية الأخيرة، وتصبح السعودية بذلك ثاني دولة خليجية تشغل THAAD بعد الإمارات، بينما تستعد قطر للحصول على النظام ضمن صفقة أسلحة أمريكية بقيمة 42 مليار دولار.
وفي إطار رؤية 2030 أطلقت السعودية مشروعا لتصنيع مكونات THAAD محليا بالتعاون مع لوكهيد مارتن، وفي مايو 2025 أعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية (GAMI) وشركة AIC Steel إنتاج أول منصة نقل صواريخ MRP-T محليا، كجزء من خطط توطين الصناعات الدفاعية، كما تواصل المملكة تعزيز ترسانتها بأسلحة أمريكية متطورة، مثل صواريخ AIM-120C-8 AMRAAM بقيمة 3.5 مليار دولار.