مرضى فيروس كورونا في الهند يختنقون بسبب نقص الأكسجين وسط زيادة عدد الإصابات

ومع تسجيل 346786 إصابة خلال اليوم الماضي، بلغ إجمالي عدد مصابي فيروس كورونا في الهند 16 مليون شخص حتى الآن، لتأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية.

كما وأبلغت وزارة الصحة الهندية عن تسجيل 2624 حالة وفاة أخرى خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما رفع عدد وفيات فيروس كورونا في البلاد إلى 189544 شخص منذ بداية الجائحة.

كما وأفادت المستشفيات في العاصمة نيودلهي وبعض الولايات الأكثر تضرراً مثل ماهاراشترا بأنها تعاني من نقص حاد في الأسرة والأكسجين.

وكانت بعض عائلات الضحايا تنتظر أياماً لحرق أحبائها في محارق الجثث المثقلة بالأعباء، حيث لجأ الكثيرون إلى مرافق مؤقتة لأداء الطقوس الأخيرة لوداع أحبائهم بحسب الديانة الهندوسية.

وبدوره قال الدكتور سودهانشو بانكاتا، المدير التنفيذي لمستشفى باترا، وهو مستشفى رائد في العاصمة، لقناة نيودلهي التلفزيونية: "إننا نخسر الأكسجين ونفتقد إليه بشدة ".

وذكرت صحيفة إنديان إكسبرس أن ما لا يقل عن 20 مريضا بفيروس كورونا كانوا يقبعون في وحدة العناية المركزة في مستشفى جايبور جولدن بنيودلهي قد لقوا حتفهم بين عشية وضحاها لأن "ضغط الأكسجين كان منخفضا"، وذلك بحسب ما نقلته الصحيفة عن المشرف الطبي بالمستشفى الدكتور ك. بالوجا.

بالإضافة إلى ذلك، ذكرت وكالات الأنباء المحلية أن الحكومة الهندية قد كثفت من جهودها لإيصال الأكسجين الطبي إلى المستشفيات باستخدام قطارات Oxygen Express وطائرات تابعة للقوات الجوية وشاحنات نقل كبيرة.

لكن الأزمة في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة كانت تتعمق، وسط انتقادات لرد فعل الحكومة ومزاعم بأن الإمدادات الشحيحة من الأكسجين قد تم تحويلها من قبل المسؤولين المحليين إلى المستشفيات في مناطقهم.

وأبلغت المحكمة العليا حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الأسبوع الماضي أنها تريد خطة وطنية لزيادة امدادات الأكسجين والأدوية الأساسية لعلاج مرضى فيروس كورونا.

والآن، يستخدم مسؤولو المستشفيات وسائل التواصل الاجتماعي لمناشدة السلطات لتجديد إمدادات الأكسجين الخاصة بهم.

وفي وقت مبكر من صباح اليوم السبت، أبلغ مستشفى باترا في بانكاتا عن نقص حاد في الأكسجين لمرضاه البالغ عددهم 190 مريضاً.

وعندما سأل مذيع الأخبار مسؤولي مستشفى بانكاتا عما يحدث عندما اصدر المستشفى رسالة استغاثة كما فعل، أجابوا: "لا شيء يحدث .. كل شيء انتهى، لكننا تلقينا امدادات لا تكفي لتغطية سوى بعض ساعات قليلة".

ومع تفاقم ندرة الأكسجين، عطل المسؤولون المحليون في عدة ولايات حركة الناقلات وحولوا الإمدادات إلى مناطقهم.

وذكرت وكالة برس ترست الهندية للأنباء يوم أمس الجمعة أن شاحنة صهريج تحمل إمدادات الأكسجين في ولاية هاريانا المجاورة لدلهي فقدت ولم يتم تتبعها، كما وذكرت وكالة الأنباء نفسها أنه قبل أيام من ذلك، ألقى وزير في ولاية هاريانا باللوم على سلطات دلهي في نهب ناقلة أكسجين عندما كانت تعبر أراضيها.

حيث قال ساكيت تيكو ، رئيس رابطة مصنعي الغازات الصناعية في الهند : " لسوء الحظ ، وقعت العديد من هذه الحوادث و كان لها تأثير وخيم على المستشفيات التي تحتاج إلى إمدادات الأكسجين في هذه الأوقات الصعبة ".

في غضون ذلك، قال الدكتور أنتوني فاوتشي كبير المستشارين الطبيين لإدارة بايدن بشأن الجائحة الفيروسية، أن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تعمل مع نظيرتها في الهند لتقديم الدعم الفني والمساعدة الطبية قدر الإمكان.

وأضاف فاوتشي في إفادة بالبيت الأبيض بشأن جائحة فيروس كورونا: "إنه وضع مريع نحاول المساعدة في حله بأي طريقة ممكنة. فهم يعيشون أوقاتا صعبة خاصة مع ظهور العديد من السلالات الفيروسية، ولم نقم بعد بتمييز تلك السلالات وعاقتها بقدرة اللقاحات على الحماية بشكل كامل، ولكننا نفترض أنهم بحاجة إلى لقاحات".